ثلاث مدمرات لمشاعرك ..انتبه لها
قال أنا عندي مشكلة في فهم مشاعري فهل هناك طريقة تساعدني في فهم مشاعري ؟ قلت : نعم، في طرق كثيرة ممكن الواحد يتعرف على مشاعره، ولكن أي مشاعر تقصد؟ لأن المشاعر كثيرة، منها الشعور (بالسعادة، الحزن، الفرح، القلق، الخوف، الغضب، التفوق، الاحتقار، البكاء، الحب، الجوع، الوحدة، الفخر) وغيرها كثير، قال : أحس أن مشاعري أحيانا تكون متضاربة ومتداخلة، قلت : وهذا ممكن أن يحدث فتشعر أحيانا بالفرح والحزن أو بالحب والكره بنفس الوقت، قال : صحيح وهذا ما أشعر به أحيانا
قلت : المشاعر هي بوصلة تساعدنا في فهم أنفسنا وفهم الآخرين، فالمشاعر تصحح تصرفاتنا وتعلمنا الخطأ، والمشاعر تخبرنا إذا كنا نعاني من مشكلة أو عندنا حاجة، فالمشاعر هي لغة أنفسنا الداخلية والتي تخاطب عقولنا، والمشاعر هي الأحاسيس وهي من نعم الله علينا، فإذا فهمنا مشاعرنا وأحسنا التعامل معها كنا سعيدين ومستقرين، قال : ولكن أحيانا أحس أني أسيء فهمها
قلت : صحيح فأغلب الناس يتجاهلون مشاعرهم أو يكبتونها أو يسيئون فهمها فترتبك نفوسهم وتتلخبط حياتهم، فالتجاهل والكبت وإساءة الفهم ثلاثي مدمر للمشاعر ولحياة الإنسان،
وحتى تفهم مشاعرك عليك أولا أن تعبر عنها، فلو شعرت بالفرح أو الحزن أو الجوع، عبر عما بداخلك فهذا يساعدك على فهم مشاعرك، وثانيا فإن مشاعرك دائما تقودك لاتخاذ قرار، فلو كنت جائع تجد نفسك تبحث عن طعام، ولو كنت محتاج للحب تجد نفسك تبحث عن الحب وهكذا، فراقب قراراتك بعد مشاعرك ستتعرف على مشاعرك
ثالثا : تلاحظ نفسك أحيانا تفكر بحلول إبداعية أو تريد أن تغير نمط حياتك وهذه نتيجة لمشاعر معينة مرت عليك، فمثلا عندما تشعر بالحزن تفكر أن تغير طريقة حياتك فتتعرف على أصدقاء جدد أو تلتزم بالرياضة اليومية أو تغير نظام غذائك، ففي هذه الحالة ستفهم مشاعرك جيدا، رابعا : تلاحظ نفسك أنك بدأت تنظم علاقاتك مع أصدقائك أو أقربائك بسبب مشاعر القلق أو الخوف أو الغضب من التعامل معهم، فتضطر لوضع مسافة في العلاقة، أو قد تصبح علاقتك معهم أكثر قربا، وخاصة عندما تصارحهم بمشاعرك ويصححون تعاملهم معك،
خامسا : عندما تشعر بمشاعر سلبية مثل الحزن، أو إيجابية مثل السعادة، فهذا يعني أنك بدأت تفهم مشاعرك وتحسن التعامل معها، وأحيانا يكون التعامل صعبا مع بعض المشاعر مثل مشاعر (الغيرة)، ولكن لابد أن تحاول أكثر من مرة حتى تنجح، سادسا : هناك بعض المشاعر قد تحتاج لتدخل مختص يساعدك لفهمها وكيفية التعامل معها، مثل الاكتئاب أوالقلق المستمر أوالعصبية المستمرة، لأن المشاعر في الغالب لا تستمر بشكل دائم فهي متغيرة، فلو استمر شعور سلبي معين فهذا يعني أن هناك مشكلة تعاني منها
قال : هذا كلام جميل، قلت : وإذا عشت موقف وجاءتك مشاعر جميلة فكرر الموقف حتى تستمتع بمشاعرك، وأهم قرار تتخذه بحياتك أن تنظف نفسك من المشاعر السلبية، قال : كيف؟ قلت : بوسائل كثيرة منها : أن تتحدث مع نفسك أو تفضفض لشخص ثقة وأمين أو تجلس بمكان جميل أو تكتب أو تلعب رياضة أو تدعوا ربك وتصلى صلاتك حتى لا تتحول المشاعر السلبية إلي مرض،
أما لو كان الشخص عنده موت للمشاعر فهذه ظاهرة نفسية تسمى الكيسيثيميا يفقد فيها الشخص التعبير عن مشاعره، فلو حضر عرس أو جنازة فالمشاعر عنده صفر، وبعض الناس يعتقد أن إظهار المشاعر ضعف، وهذا غير صحيح فرسولنا الكريم علمنا أن نعبر عن مشاعرنا وقال (إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه)، قال : شكرا لك وانتهى اللقاء