كيف تنصر أهل فلسطين وأنت بعيد عنهم ؟
كنت اقرأ تعليقات المتابعين وهم يعبرون عن مشاعرهم تجاه أهلهم في فلسطين، والكل يتساءل : كيف نساعدهم ونخفف عنهم ونقويهم، فقلت أكتب بهذا المقال عدة أفكار عملية يستطيع كل واحد منا أن يعمل بها، ليشعر أنه قدم شيء تجاه أهله واخوانه في فلسطين، بدلا من لوم النفس بعجزها وتقصيرها حتى لا يشعر الإنسان بالإحباط واليأس
وهناك عدة أفكار ووسائل، منها قراءة تاريخ فلسطين ومعرفته حتى تكون خدمة القضية الفلسطينية عن دراية، والإنسان عدو ما جهل، ثانيا التبرع المالي أو الغذائي أو الصحي أو التعليمي أو العلاجي لمساعدتهم على استمرار العيش في بلادهم وثباتهم، وكل هذه المجالات تساعدهم على التفوق والنصر والتمكين، ومن لم يستطيع أن يساعدهم لوحده ممكن أن يجتمع أكثر من شخص في مساعدتهم، وقد علمت أن مجموعة من الشباب ليس لديهم دخل عالي اشتركوا في كفالة يتيم وتعليمه وهذا من التعاون على البر والتقوى، ثالثا الحديث مع الأبناء عن فلسطين وأهميتها للمسلمين وأنها كانت أولى القبلتين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأحقية أهلها بها،
رابعا مقاطعة أي جهة داعمه لعدوهم، والحرص على عدم التعامل معها، واستخدام الجهات البديلة عنهم، خامسا نشر أي معلومة تصلك عن فلسطين سواء كانت معلومة تاريخية أو حديثة ولكن المهم أن تتحقق من أي معلومة قبل ارسالها حتى تساهم في نشر المعلومات الصحيحة، سادسا الدعاء وهو سهم من سهام الله تساعدهم في النصر والتمكين، فرب دعوة من شخص صادق يتقبلها الله تعالى فتكون سببا في النصر والثبات، وقد قال رسولنا الكريم (إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا خائبين) رواه أبوداود والترمذي وابن ماجه، ومعنى (حيي) أي ذو حياء و(كريم) أي يعطي من غير سؤال فكيف بعد الطلب والسؤال؟ ، و(صفرا) أي يرد يديه خاليتين ليس فيهما شيء
سابعا المشاركة في التجمعات والأنشطة والمهرجانات التي تدعم فلسطين وأحقية أهلها بها وتوضيح مدى الظلم الواقع على أهلها، ثامنا النشر إن كان يملك الشخص منبرا إعلاميا أو الحديث إن كان يملك صوتا إعلاميا، واستغلال شبكات التواصل الاجتماعية في التوعية عن فلسطين، تاسعا أعجبني أحد التجار أنه خصص من ريع مبيعاته يوميا مبلغ يخرج من محله لدعم القضية الفلسطينية وأعرف تاجرا آخر عمل أوقاف من ماله على أن يكون الريع لفلسطين، عاشرا لو كان الشخص يعرف لغات مختلفة فمن الجميل أن يتحدث عن فلسطين بلغات أخرى غير العربية حتى يعرف الناس حقيقة الأمر،
فهذه كلها أفكار عملية سهلة التطبيق حتى يشارك الواحد منا اخوانه ويعيش المعنى الذي ذكره رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، ثم شبك بين أصابعه) رواه البخاري، فرسولنا الكريم يوضح لنا عندما شبك بين أصابعه كيف أن المؤمنين مترابطين ومتماسكين ويساعد بعضهم بعضا، وهذا المفهوم الذي ينبغي أن نعيشه مع إخواننا وأهلنا في فلسطين أو في أي بقعة يعيش فيها مسلم في الأرض وهو محتاج لمن يعينه،
فنحن نؤمن بأن المسألة مسألة وقت، وأن القدس لنا وستعود لنا كما وعد الله تعالى في الآية رقم (7) من سورة الإسراء “إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)، فأول مرة كان دخول بيت المقدس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقريبا بإذن الله سيكون دخول المسجد مرة أخرى كما وعد الله تعالى،