(7) قيم تربوية سر تميز الطفل الفلسطيني
الأم الفلسطينية لا تسأل ما هي أفضل مدرسة تعلم فيها ابنها، لأنها هي المدرسة الحقيقية للطفل، فتربيتها لأبنائها تربية متميزة، فهي أم عظيمة تصنع الأجيال والأبطال، فالأم الفلسطينية حريصة على تطبيق (7) قيم تربوية لأطفالها وهي من أسرار التميز التربوي وهي أولا : التركيز على أهمية العائلة والترابط العائلي وتربي طفلها على تحمل المسؤولية من صغره تجاه نفسه وأخوته وعائلته، ثانيا التشجع على التفوق العلمي والثقافي، فتحرص أن ينهل أبنائها من العلم الشرعي والدنيوي وأن يحصلوا على أعلى الشهادات ويتفوقوا في شتى المجالات، حتى يصبحوا قادة التحرير والنصر، ثالثا الحرص على غرس القيم الإنسانية والأخلاق الإسلامية، فهي تعلم أطفالها معاني الصبر والثبات والقوة والثقة، وتعلم أطفالها دحر مخاوفهم بالدعاء وقراءة القرآن والتكبير، فالأم الفلسطينية جبارة شامخة، تزغرد عند استشهاد نجلها الكبير وتنحني لتضع قبلة على جبينه وتمسح على شعره وتغطيه بعلم فلسطين، فيشاهد أطفالها الصغار هذا الموقف من الصلابة والثبات فيقتدون بها ويتربون علي القيم والأخلاق بأسلوب عملي، رابعا تعلم الأم أطفالها التاريخ والسياسة والدين، ليكون لديهم وعي سياسي بواقعهم وانطلاقة دينية في نصرة قضيتهم، لأن المسجد الأقصى هو القبلة الأولى للمسلمين، وثاني المساجد التي بنيت بعد المسجد الحرام، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحل معراجه إلى السماء، ، خامسا الالتزام الديني لأطفالها ليكون محافظين على الصلاة وحفظ القرآن والعبادات، سادسا التدريب على التكيف مع تحديات الحياة والتفكير بالبديل عند نقص الكماليات وعدم توفر الضروريات، سابعا ربط الطفل بهويته وثقافته الفلسطينية والإسلامية من خلال الاحتفالات والمناسبات، وحفظ الأغاني والأناشيد التي تبث فيه روح القوة والشجاعة وقوة الإيمان، فالأم الفلسطينية تعطي طفلها الحب والحنان أكثر من الدلع والترفيه، فهي تروي لطفلها من نعومة أظفاره عن قصص البطولات في حب الأرض والدفاع عنها، وتطعم طفلها وتشربه معاني حب الأقصى وفلسطين أكثر من حرصها على الطعام والشراب، فينشأ الطفل فاهم لواقعه وعارف دوره في الحياة، لا يخاف إلا الله وهدفه واضح، يعرف كيف يتعامل مع أحداث الحياة المؤلمة، حتى لو كان الحدث الموت ، فهو يرى الموت حياة إن العالم كله عندما يتابع مواقف أطفال فلسطين وسلوكهم من خلف الشاشات يقف عاجزا عن فهم هذه الشجاعة القوية والجرأة وعدم الخوف، ولكن سر هذه التربية القوية هي الأم في البيت والأب في الميدان، فأطفال فلسطين يعلمون العالم معنى الصمود والشجاعة والقوة الثبات وقوة الإيمان والثقة بالله تعالى، ومقارنة هذه التربية ببيوت أخرى تترك الأم طفلها مع العاملة وتغيب عنه من أجل الجلوس بمقهى مع صديقة لها، ثم تدور بسيارتها تبحث عن برنامج تقضى به وقتها، وإذا رجعت إلى البيت تترك طفلها مع الألعاب الإلكترونية حتى يصبح مدمنا لها، فيصاب الطفل بالعزلة أو اضطراب اللغة والكلام أو العدوانية، ثم تسعى للبحث عمن يعالج مشكلته التي هي سببها، أما الطفل الفلسطيني فلو كان عنده اضطراب في اللغة أو النطق، فبسبب الحرب وسماع أصوات الصواريخ ليل نهار، وليس بسبب الإهمال التربوي، وعلى الرغم من كثرة المسؤوليات على الأم الفلسطينية إلا إنها تسعى بالإمكانيات البسيطة لعلاج طفلها، ويساعدها الأب في تربية أبنائه حسب استطاعته، وكل تعب يهون لأجل القدس وفلسطين فالأم الفلسطينية تعرف كيف تربي طفلها الصغير على معنى الموت في سبيل الله، وتحسن توصيل معنى الشهادة لأطفالها، فهي تعلمهم كيف يحسنون صناعة الشهادة بنوعيها، الأولى الشهادة في سبيل الله والثانية الحصول على الشهادة العليا في الدراسة، فهذه هي المبادئ السبعة في التربية وهي سر تميز الطفل الفلسطيني