(10) خطوات علمها ابنك المراهق ليتجاوز الفشل والخسارة
كيف نعالج مشكلة الابن المراهق الذي لا يحب أن يشارك في البرامج والأنشطة حتى لا يخسر أو يفشل، هذا السؤال تكرر علي أكثر من مرة من الآباء والأمهات، فبعض الأبناء يكون عنده خوف من الفشل ولا يقبل الخسارة، فلا يشارك في أي نشاط جماعي، وقد يكون لهذه المشكلة أسبابا من الطفولة بأنه كان دائما يمدح بأنه هو الأول والأفضل والمتميز والناجح، فصار لا يعرف كيف يتعامل مع مشاعره في حالة الخسارة أو الفشل، ومهما كان السبب فهناك عشر خطوات لعلاج هذه المشكلة
الخطوة الأولى أن يعزز الوالدين أثناء تربية ابنهما مفهوم أن الفشل والخسارة فرصة أن يتعلم شيئا جديدا في الحياة، فالإنسان يتعلم من أخطائه والحياة عبارة عن مدرسة يتعلم منها الإنسان، وفي كل مرة يخطأ أو يفشل فيها عليه أن يحلل ويفكر ويعرف أسباب الفشل حتى لا يكرر نفس الخطأ مرة أخرى، ثانيا أن تشارك ابنك في قصص فشلك أو أخطائك في الحياة، وكيف تعاملت مع مشاعرك وتجاوزت الألم لتصل للنجاح، فالفشل لا يعنى نهاية الحياة وإنما الفشل هو عبارة عن خطوة من خطوات النجاح
ثالثا علمه أن يسأل نفسه عندما يفشل أو يخسر (ماذا يمكننا أن نتعلم من هذه التجربة؟) و (وما هي أسباب الفشل؟) و(كيف نتصرف إذا أردنا أن نكرر نفس التجربة ولا نفشل؟)، رابعا : قدم لابنك دعما عاطفيا من خلال تشجيعك له بأنه قادر على تجاوز التحديات، وشجعه أن يجرب مرة ومرتين وثلاث حتى يحقق هدفه في النجاح، خامسا : علمه كيف يتعامل مع مشاعر الخسارة والفشل، فشعوره بالحزن أو الألم أو البكاء أو القلق أو الغضب، كل هذه المشاعر طبيعية وتأتيه لحظة الفشل أو الخسارة، فعلمه بأن يعطي لنفسه فرصة يعيش مشاعر الألم والحزن فهي مشاعر صحية، ثم علمه كيف يخرج ما في نفسه من خلال الحديث أو الكتابة أو الدعاء أو التفكير في حلول حتى لا يكرر نفس الخطأ، وحفظه دعاء الهم والحزن فهو دعاء مهم ويريح الإنسان الحزين والقلق،
سادسا : علمه بأن الحياة لا يملكها الإنسان ولا يستطيع أن يتحكم بها وأنها لا تسير على مزاجنا وأمانينا، وإنما الحياة هي يوم لك ويوم عليك، ففي حالة الفوز والنجاح افرح، وفي حالة الخسارة والفشل فكر كيف تستفيد من تجربتك لتنجح في المستقبل، فكل المخترعين والمبدعين مروا بتجارب فشل تعلموا منها ثم نجحوا في النهاية، سابعا : حاول أن تجعل ابنك يفكر في حل مشاكله من غير تدخلك، إلا لو طلب منك فلا مانع أن تتدخل، وليكن تدخلك في مساعدته بالتفكير حتى يتعلم كيف يواجه فشله في الحياة لوحده عندما يكبر،
ثامنا : وجهه بأن ما حصل له من القدر، ونحن لابد أن نؤمن بالقدر خيره وشره، ومع ذلك لا نستسلم للقدر وإنما نكون نحن القدر في تغيير واقعنا والأحداث من حولنا، وأن يكون توكله على الله تعالى ويستعين بالله على التجارب المستقبلية، تاسعا: علمه بأن الإنسان كلما دخل في تحديات ومشاكل كثيرة كلما كثرت خبرته وتجاربه في الحياة وصار متميزا وناجحا أكثر، عاشرا : علمه أنه حتى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لم ينتصر بكل غزواته وهو مؤيد بالوحي، واضرب له مثالا لغزوة أحد، فهذه عشرة خطوات لو اتبعتها مع ابنك أو ابنتك ستكون شخصيتهم مرنه ويحسنون التعامل مع مشاعر الألم والحزن عند خسارتهم وفشلهم