(6) خطوات لإحياء علاقة ماتت أو انتهت
العلاقات الاجتماعية مثل الإنسان يعتريها المرض والموت والصحة، ولكن إذا ماتت يمكن إحياءها من جديد، ومحاولة الإحياء تحتاج لجهد كبير مثل معالجة المريض إذا دخل العناية المركزة، فيحتاج لرعاية وعناية مركزة حتى يرجع لحياته سليما معافى، وأحيانا يرجع للحياة مع تلف بعض الأجهزة بجسمه، وهكذا العلاقات الاجتماعية سواء كانت علاقة والدية أو تربوية أو علاقة صداقة أو زمالة أو حتى علاقة حبفمعيار العلاقة الصحية أن يتوفر فيها عدة أخلاقيات تعطينا مؤشر على صحة العلاقة وسلامتها مثل : وجود الاحترام للآراء والمشاعر بين الطرفين لأن الاحترام يشعر الإنسان بقيمته وانسانيته، ووجود الدعم والمساعدة في حالة لو احتاج أحدهما للآخر سواء عبر عن احتياجه أم لم يعبر، وكذلك وجود الثقة بين الطرفين لأن الثقة رمز الأمان في العلاقات، ولو حدثت مشكلة أو خلاف بينهما فإنهما يحسنان التعامل مع المشكلة وعلاجها قبل أن تكون سببا في القطيعة بينهما، بالإضافة إلى حسن التواصل والحوار والتعبير عما في النفس، فهذه صفات العلاقة الصحيةأما الأخلاقيات التي تميت العلاقة فهي كثيرة منها : عدم وجود الثقة بين الطرفين وهذه أول صفة، وثانيها عدم وجود تواصل وحوار بين الطرفين، وثالثها الإهمال سواء كان الإهمال للاحتياجات أو للمشاعر، ورابعها وجود الروتين والملل في العلاقة، وخامسها بقاء الخلافات مستمرة من غير علاج أو حل لها، فتكون مثل البالونه التي ننفخها كل يوم حتى تنفجر، كما أن هناك أخلاقيات مسمومة تساهم في موت العلاقة مثل الغيرة المفرطة أو حب التحكم والسيطرة أو استمرار العنف الجسدي أو اللفظي، أو اختلاف الدين والمذهب في بعض الحالات، فهذه هي أكثر الأسباب التي تميت العلاقات ويبقى السؤال هو لو ماتت العلاقة فهل ممكن احيائها ؟ والجواب هو نعم، فهناك أكثر من ستة اخلاقيات لإحياء العلاقة وخروجها من العناية المركزة ، وأول خطوة المصارحة بين الطرفين وإخراج ما في النفس، حتى لو كان الكلام جارحا أو قاسيا فهو مفيد جدا لراحة النفس من المخزون القديم ولبداية صحية جديدة، والخطوة الثانية تفهم كل طرف للآخر ومعرفة أسباب وجود حاجز بين الطرفين، أما الخطوة الثالثة فهي الاتفاق على خطة مستقبلية لتحسين العلاقة وأسلوب المعاملة بين الطرفين، حتى لا يتم تكرار الأخطاء السابقة مثل الإهمال أو العنف أو عدم الاحترام وغيرها من الأسباب، أما الخطوة الرابعة فتكون في وجود رغبة صادقة عند الطرفين للصلح والبداية الجديدة لأحياء العلاقة من جديد، حتى يتفقا على بناء الثقة والأمان في مستقبل العلاقة، وهذه الخطوة تحتاج لوقت وجهد لأن نتائجها لا تظهر سريعا، مثل المريض الذي خرج من العناية المركزة فإنه يحتاج لفترة نقاهة حتى يسترجع عافيته، وفي بعض الحالات يحتاج الطرفين لإحياء العلاقة إلى استشارة خبير في العلاقات الاجتماعية لو لم يستطيعا أن يتفقا على البداية الجديدة وبنفس الوقت لديهما الرغبة في الاستمرار، والخطوة الخامسة هي لابد من تحديد أهدافهما المستقبلية في العلاقة حتى يسيران على نفس الهدف، وأخيرا وهي أهم صفة المسامحة والمغفرة ومسح ما في النفوس من مخزون الكراهية والحقد وحب الانتقام وهذه هي الخطوة السادسة فهذه ستة أخلاقيات مهمة لإحياء أي علاقة وصلت إلى غرفة الإنعاش أو وصلت لسكرات الموت الاجتماعية أو حتى لو ماتت فعلا، وقد شهدت عدة علاقات دخلت لمساعدة أصحابها لإحيائها من جديد، بعضها نجحت بها وبعضها لم أنجح بسبب عدم رغبة أحدهما في إحياء العلاقة مرة أخرى، فرغبة الطرفين مهمة جدا في نجاح خطة إحياء العلاقة الميتة