(5) مهارات تنقذ أبنائك من الطوفان الرقمي
أغلب الآباء والأمهات يشتكون من تعلق أبنائهم بالهواتف وصار الجيل الرقمي اليوم يتفاعل مع الحياة الرقمية أكثر من تفاعله بالحياة الواقعية والحقيقية، وكثير من الآباء والأمهات يقفون أمام هذا الطوفان الرقمي مكتوفي الإيادي ولا يعرفون ماذا يفعلون، فأحببت أن أكتب خمس مهارات مهمة لابد أن يركز الآباء والأمهات عليها أثناء تربيتهم لأبنائهم حتى لا يخسروهم فيغرقون في الطوفان الرقمي
وأول هذه المهارات تعليم الأبناء أهمية تنظيم الوقت، من خلال عمل جدول يومي بالمهام والأنشطة، فيتعلم الأبناء كيفية استغلال أوقاتهم وتنظيم حياتهم، فيتعلمون احترام أوقات الدراسة وأوقات الصلاة وأوقات اللعب والترفيه والأوقات التي يقضونها مع المجتمع الافتراضي والرقمي، فيعطون لكل حق حقه
والمهارة الثانية التفكير النقدي، فنعلم أبنائنا كيف ينتقدون ما يشاهدون وما يسمعون من أفكار من الشاشة، ونعلمهم كيف يحللون المعلومة وخاصة إذا وصلتهم المعلومة من الدعايات والإعلانات أومن كلام المشاهيرالذين يروجون للأفكار والمنتجات، ونساعدهم في التحليل والنقد في البداية حتى يتعلموا أن لا يقبلوا أي شيء إلا بعد تفكير وبحث ونقد
والمهارة الثالثة نعلمهم التعبير والحوار والتواصل الفعال، لأن أكثر مدمني المجتمع الرقمي يتعاملون مع الآخرين بأصابعهم وليس بلسانهم وتفكيرهم وعلاقاتهم، فالحوار والتعبير مهم للتواصل مع الآخرين وكذلك حسن الاستماع، فهي مهارة مهمة للتواصل، والإدمان على البرامج الرقمية تعلم الإنسان الخرس الإلكتروني لأنه لا يتكلم وإنما يشاهد بعينه ويتفاعل بأصابعه مع البرامج طول الوقت
والمهارة الرابعة نعلمهم التوازن بين الحياة الرقمية والحياة الحقيقية، فلا بد من تخصيص وقت للعب والحركة سواء كان النشاط خارجي أو داخلي، المهم لا نجعل الجسم متسمر أمام الشاشة، فيتعلم الكسل والخمول ويعيش بأوهام عالم الخيال والديجيتال، فالتوازن صعب ولكن يمكن تحقيقه من خلال وضع جدول وتنظيم الوقت
والمهارة الخامسة وهي الأمان الرقمي، وهذه مهمة جدا لأن كثيرا من الأطفال والشباب والفتيات وقعوا فريسة لعصابات المجتمع الافتراضي والرقمي، فوقعوا في شباك النصب والاحتيال والتهديد، أو أن يكون الطفل ضحية التحرش الجنسي أو التنمر، وهذه كلها أسلحة تمارسها العصابات الرقمية فيستغلوا جهل الأطفال وضعفهم بالابتزاز الإلكتروني
لو نجح الآباء في تطبيق هذه المهارات الخمسة وتربية أبنائهم كيفية التعامل مع الواقع الرقمي، فإن النتيجة ستكون أن الأبناء سيتعلمون كيف يستفيدوا من حياة الديجيتال، وكيف ينظرون إلي الشاشة كوسيلة من وسائل التعلم وتطوير النفس وليس فقط للتسلية والترفيه، كما أنهم لا يقعون في فخ الضغوط النفسية التي تحدثها الشاشة على الأبناء من خلال التوتر والاضطراب والقلق الذي يصيبهم من الحياة الرقمية
تطبيق هذه المهارات الخمسة والنجاح فيها ليس أمرا سهلا في هذا الزمان مع وجود جيل أكثر معرفة وذكاء بالتعامل مع الشاشة من الآباء والأمهات، بالإضافة إلى ضعف الوالدين أمام رغبات أبنائهم والاستجابة لهم ، فالطوفان الرقمي خطير إذا لم يحسن الوالدين تربية أبنائهم فإن الطوفان يغرقهم، فالوالدين ينبغي أن يكون لديهم حزم وقوة، فأما الحزم في فيكون في تطبيق المهارات الخمسة وأما القوة فتكون في فهم واقع الحياة الرقمية ومشاركة الأبناء فيها حتى يتعلموا ويفهموا الواقع الجاذب للجيل الرقمي، فنحن نبذل أسباب الحماية التربية والحافظ هو الله تعالى.