اعترافات الشباب المدمنين على الإباحيات
هل هناك فرق بين دماغ الرجل والمرأة أثناء مشاهدتهم للأفلام الإباحية؟ بحثت في الإجابة عن هذا السؤال ووجدت أن هناك اختلافا كبيرا بين تفاعل دماغ الرجل والمرأة أثناء مشاهدتهم للأفلام الإباحية، وإذا عرفنا الفرق سنعرف لماذا الشباب يدمنون على الإباحيات؟ ولماذا نسبة الرجال في العالم أكثر من النساء في مشاهدة هذه الأفلام ؟
الدراسة التي أطلعت عليها أجريت في عام 2023 م على 91 شخص شباب وفتيات أعمارهم بين 20 و 57، وقد عرض عليهم أفلام إباحية وصور إباحية لدراسة هل هناك فرق بين الأفلام والصور على دماغ الرجل والمرأة، فكانت النتيجة بالنسبة لمشاهدة الفيديوهات الإباحية كالتالي : بالنسبة لشعور الإثارة والبهجة والسرور فإن الرجال أحسوا بها أكثر من النساء، وبالنسبة للدماغ فإن الرجال زاد نشاط المناطق المسؤولة عن النظر عندهم عن النساء، وكذلك زاد عند الرجال الشعور بالمكافأة عن النساء، يعني لما الرجل يشاهد فيلم إباحي يشعر بأنه يكافأ نفسه بهذه المشاهدة وهذا الشعور لا يوجد عند النساء، أما الخجل فالنساء شعروا به أكثر من الرجال
كما أن المناطق المسؤولة عن حاسة اللمس واصدار الأوامر لأطراف الجسد زادت النسبة عند الرجال عن النساء، أما النساء فقد زادت عندهم نسبة المناطق المسؤولة عن السمع في الدماغ عن الرجال، وبالمناسبة فإن النتائج هذه لمشاهدة الفيديوهات هي نفس نتائج مشاهدة الصور الإباحية كذلك،
وعند تتبع نظرات الرجال والنساء أثناء مشاهدة الأفلام الإباحية وجدوا أن الرجال في الغالب يركزوا على منطقة صدر المرأة أثناء المشاهدة، بينما المرأة تركز على النظر للوجه بشكل عام، أما النظر لباقي الجسد فلا يوجد فرق بين الرجل والمرأة في المشاهدة، والخلاصة أن الرجال والنساء يتأثرون عند مشاهدة الإباحيات ولكن تأثر الرجال أكثر، وتعلقهم بالمشاهد أكثر
ولعل هذا يفسر لنا تعلق الرجال وإدمانهم على مشاهدة المقاطع الإباحية، لأن المناطق الدماغية الخاصة بالإثارة والسرور والبهجة والاستمتاع البصري والشعور بالمكافأة والرغبة في اللمس وإصدار الأوامر لأطراف الجسد بالحركة كل ذلك يعتبر من المحفزات التي تجعل الرجل يدمن على الإباحيات
فالمقاطع الإباحية اليوم صارت صناعة رائجة ومأثرة ومربحة، ولكنها بنفس الوقت هي مدمرة للقيم والأخلاق وافساد للذوق العام والفطرة السليمة في الاستمتاع بين الرجل والمرأة، والأفلام الإباحية اليوم تغسل أدمغة الشباب بنمط معين للمتعة التي يستحيل تحققها بسبب الخدع السينمائية أو المخالفة للفطرة السوية مثل عرض الشذوذ والجنس الجماعي، بالإضافة إلى حرمتها الشرعية،
وقد سمعت إلى اعترافات كثيرة من الشباب يشتكون من الدمار الذي أحدثته المقاطع الإباحية في حياتهم، قال أحدهم صرت لا أستمتع مع زوجتي بسبب إدماني على الإباحيات، وقال الثاني صرت أطلب من زوجتي الحرام وأقول لها لنجرب ما شاهدته بالأفلام الإباحية، وقال الثالث صرت لا أستطيع أن أنام مع زوجتي حتي أشاهد فيلم إباحي، وقال الرابع أنا كرهت زوجتي بسبب ما أشاهد من إباحيات، وقال الخامس أنا طلقت زوجتي بسبب تعلقي بالأفلام، وقال السادس أنا صرت أميل لمثل جنسي بسبب الأفلام، وقال السابع أنا قررت أن لا أتزوج لأني كيف أتزوج وأنا مازلت متعلق بالأفلام،
فكلهم يعانون وقلقون لأن كثرة مشاهدة الأفلام الإباحية تخفض من الرضا الجنسي بين الزوجين، وتجعل المشاهد قلق، وبعضهم يعاني من الإكتئاب، وبعضهم صار يميل للانطوائية والأفكار الانتحارية وفقدان متعة الحياة، وعدم المشاركة بالأنشطة وحب الكسل والإبتعاد عن المناسبات والإحتفالات، ووصل لبعضهم إلى فقدان الوظيفة، فالأفلام الإباحية هي المخدرات الإعلامية والمدمرات للنفس البشرية