لماذا الرجل يشتكي دائما بأن المرأة لا تحترمه ؟
عندما يشتكي الرجل بأن زوجته لا تحترمه فماذا يقصد من عدم احترامها ؟ وهل فعلا هي تقصد اهانته والتقليل من شأنه؟ ولماذا المرأة لا تحترم الرجل ؟ وهل مفهوم الاحترام عند الرجل مثل المرأة ؟ دعونا نعيش في عالم الرجال ونفهم نفسياتهم في قضية (الاحترام) فالرجل غالبا يحب أن تعامله المرأة على أنه ذو قيمة وله مكانة، ويحب أن يقدر رأيه وأن من يستمع إليه يثق به وبقراراته، ولا يعيره بقراراته الخاطئة، ويشعر الرجل باحترام أكثر عندما تحترم المرأة إنجازاته فتقدرها وتثني عليها سواء بالعلن أو بينه وبينها، كما يحب الرجل الاستقلالية، فإذا أرادت المرأة التحكم به أو السيطرة عليه فإنه يفسر ذلك بعدم احترام خصوصيته أو قراراته، وإذا رفعت المرأة صوتها عليه أو فرضت رأيها عليه بالقوة أو انتقدته كثيرا أو اتخذت القرارات دون استشارته فإنه يفسر ذلك عدم احترام لو تأملنا هذه المواقف التي ذكرتها لوجدنا أنها كلها تحت عنوان واحد وهو التقليل من قيمته ومكانته، ولهذا هو يصف المرأة بأنها لا تحترمه، والرجال الذين لا تحترمهم نساؤهم صنفين، بعضهم يتكلم ويحاول أن يوصل رسالة بأن التصرفات هذه تهينه، والصنف الثاني صامت يكتم شعوره بالإهانة وعدم الاحترام وهو متضايق، وفي الحالتين لو لم تستجب المرأة لملاحظة الرجل بتغيير سلوكها معه وتستمر بعدم احترامه، فإن الرجل في الغالب يبدأ رحلة البحث عن مكان يشعر فيه بالاحترام ، وقد يكون هذا المكان الهروب لجلسات الأصدقاء أو ادمان هواية أو علاقات نسائية أو زواج آخر فيبحث عن امرأة تحترمه فالمرأة في العادة تتعامل مع الرجل بفهمها للاحترام وهو فهم مختلف عن فهم الرجل، لأن طريقة تفكيرها ونظرتها للأمور مختلفة عنه، فالرجل يعتبر الإنجاز شيئا مهما في حياته ويعطيه الشعور بالقوة، بينما المرأة تركز أكثر على العلاقات العاطفية والتواصل، وهذا الفرق يجعل مفهوم الاحترام عند المرأة مختلف عن الرجل، أعرف امرأة ترفع صوتها على زوجها وهو يردد عليها كثيرا بأن هذا السلوك يعتبر عدم احترام له ويبعده عن البيت، ولكنها مستمرة برفع صوتها وغير مقتنعة بكلامه لأنها كما تقول تربت في بيت كانت أمها ترفع صوتها علي أبيها ولم يشتكي أبيها منها، فالاحترام قضة أساسية لاستقرار العلاقة واستمرارها بين الطرفين، ولهذا أمر الله بها عندما وصف العلاقة بين الزوجين (وجعل بينكم مودة ورحمة)، ففي حالة الحب توجد المودة، وفي حالة الكراهية توجد الرحمة، وفي الحالتين الاحترام أساسي، وآية أخرى تفيد تبادل الاحترام بين الزوجين في قوله تعالى (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )، أما في السنة فكثير هي التوجيهات التي تحث على الاحترام واللطف بين الزوجين، منها ما روت السيدة عائشة رضي الله عنها قالت (كنت أشرب وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع فيّ، فيشرب وأتعرق العرق وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع فيّ.) وهذا من اللطف والاحترام من الرجل تجاه المرأة، أما من المرأة تجاه الرجل فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) ومن معاني أطاعت زوجها الاحترام، فالأصل أن يكون الاحترام متبادل بين الطرفين، فالرجل يحترم المرأة بالطريقة التي تحبها، والمرأة تحترم الرجل بالأسلوب الذي يطلبه بغض النظر عن قناعة كل طرف بتعريف الآخر للاحترام، فليس المهم الاتفاق على تعريف واحد للاحترام، ولكن المهم تطبيق كل طرف ما يطلبه الآخر منه بالاحترام