اكتشفت أن أبي عنده علاقات نسائية.. ماذا أفعل؟
قال : أعطاني والدي هاتفه لأصلحه وبينما كنت اتأكد من إصلاحه وقعت عيني على برامج وتطبيقات يتواصل فيها والدي مع بنات يتعرف عليهن ويواعدهن للخروج معهن وأكثرهن من بنات الهوى المستأجرين، فعرفت حينها لماذا والدتي دائما تشتكي أن والدي لا يعطيها المال ومقصر في حقها، قلت : كم عمر والدك ؟ قال : والدي ستيني وهو متقاعد ومشغول عنا كثيرا، وأنا عمري 25 سنة فهل أواجه والدي أم أسكت؟ وهل أخبر أمي أم لا ؟ ما هو التصرف الصحيح؟ قلت : أنا مع المواجهة ولكن بشروط وآداب، لأن سكوتك قد يجعل والدك يتمادى أكثر وقد يخسر كل ماله وقيمه وربما حتى دينه، قال : ولكن المواجهة صعبة جدا، فوالدي شخصيته قوية وأخاف أن أخسر علاقتي معه، قلت : سأخبرك كيف تتحدث معه بطريقة ذكية، فيها احترام لوالدك وفيها النصيحة، قال : كيف ؟ قلت : أولا اختر الوقت المناسب والنفسية المناسبة للحديث معه، وأقصد أن يكون والدك في حالة هدوء وغير مشغول أو مستعجل، وأن يكون مستريحا فلا يكون واقفا، ويكون فاضيا ليس مندمجا في شيء يقرأه أو يشاهده، وتأكد أن لا يكون في حالة توتر أو عصبية، فهذه الحالات التي ذكرتها لك مهمة جدا حتى يقبل الكلام الذي ستقوله له، ثانيا البداية الصحيحة، وأقصد أن تبدأ الموضوع بمدحه وليس بنقده حتى يقبل كلامك، فقل مثلا نحن تعلمنا منك الكثير، والكل يثني علينا وعلى تربيتنا بفضلك وأخلاقك، أو أي عبارة تبين منزلته الكبيرة وأثره الكبير عليك، ثالثا عبر له عن مدى حبك واحترامك له، وأنه قدوتك وأنت تفتخر به رابعا تحترم الخصوصية والسرية فتقول له : وأنا أريد أن أكلمك في موضوع شخصي يهمك ويهمنا وهو موضوع خاص لا يعرفه أحد (وهذه العبارة مهمة حتى تعطيه الأمان والاطمئنان)، فيقول لك : تفضل قل ما عندك، خامسا عدم الإتهام المباشر بمعنى أن تتجنب عبارات الإتهام المباشرة والتأنيب تستخدم عبارات مؤلمة أو مؤذية أو استفزازية مثل (أنت ما تستحي أن تفعل كذا) أو (أنت سقطت من عيني) وغيرها من العبارات التي لا تساهم في علاج المشكلة وتزيد من القطيعة والكراهية بين الطرفين، سادسا التماس العذر فتقول أنك لا حظت في هاتفه عندما أخذته للإصلاح رسائل من بنات الهوى ربما تكون من غيرك، أو تم اختراق هاتفك في التواصل مع فتيات، وأن هذه الدردشات تأثر على سمعة الأسرة وعلى سمعتك كذلك، قال : ولماذا لا أحاسبه وأبين له خطأه؟ قلت : ليس الهدف من الحوار هو أن يعترف بالخطأ، وإنما الهدف هو توصيل رسالة تذكيريه لإحياء ضميره وقلبه، مثل الأسلوب الذي يستخدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يرى خطأ أو معصية وهو يعلم من هو الفاعل ولكنه يقول (ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا)، من غير أن يحدد، فنحافظ على ستر المسلم مع ابداء النصيحة باحترام، لأن المسألة ليست تشفى أو انتقام قال : كلامك دقيق ويحتاج ضبط نفس قبل الحديث مع والدي، قلت : صحيح لأن الموضوع حساس جدا، والنصيحة من الصغير للكبير لها أحكام لابد من مراعاتها حتى تقبل، ويمكنك اقتراح حلول للمشكلة وأنت تتحدث مع والدك مثل أن تقول له أن تلغي البرامج أو لو تسشير أحد يساعدك للتخلص من هذا الأمر أو أن تقدم نفسك للمساعدة، وتأكد على احترامك لخصوصيته وانك لم تتجسس وإنما رأيت الرسائل عندما أصلحت هاتفه، قال : شكرا لك سأطبق وأتمنى أن يستجيب والدي ويتخلص من هذا الابتلاء، وانتهى اللقاء .