ماذا يحدث للعلاقات عند رزاعة شريحة الكترونية بدماغك ؟ التقنية القادمة هي زراعة شريحة في الدماغ من أجل الربط بين الدماغ والحاسوب، وقد أخذت شركة نورالينك المملوكة (لماسك) الإذن من هيئة الدواء والغذاء الأمريكية للبدأ في الاختبارات على البشر، بزرع شرائح ذكية في الدماغ وتسمي واجهة الدماغ والحاسوب، خلاصتها تطوير الأفكار إلى أفعال عن طريق الاتصال المباشر مع شريحة يتم زرعها بالدماغ وتتلقى الأوامر من الحاسوب بهدف مساعدة الأشخاص المصابين بالعمى والشلل في المرحلة الأولى، ويستطيع الإنسان في المستقبل تزويد دماغه بهذه الشريحة مقابل مبلغ بسيط، وهناك جهود أخرى في نفس المجال في الصين تسعى لتحقيق نفس الهدف، وقد نجحت تجارب بحثية كثيرة منها جرب الباحثون زراعة شريحة في دماغ قرد واستطاعوا إعطاء الأوامر له بتحريك ذراعه من خلال الحاسوب فحرك القرد ذراعه، مثل هذه التقنية قد تكون في المجال الصحي مفيدة ولكن ماذا عن باقي المجالات ؟ فمن الناحية التعليمية يمكن للطالب القادر على شراء هذه الشريحة أن يتفوق أكثر في المدرسة على أقرانه لأن الشريحة تزوده بأي معلومة يحتاجها من غير بذل جهد في الدراسة والحفظ أو التفكير، كما أن نظام التعليم سيكون مختلفا فلماذا يذهب الطالب للمدرسة ويستطيع أن يدخل المنهج كاملا في دماغه بثواني، وهنا سيتضح الفرق بين الطلاب الأغنياء والفقراء، فالفقراء يدرسون ويحفظون والأغنياء يعتمدون على الشريحة التي بدماغهم ومن الناحية الأمنية هناك مخاوف من القرصنة والسيطرة على من يضع الشريحة في دماغه بمعرفة ماذا يفكر وماذا يخطط وماذا ينوى أن يعمل، أو يمكن للحكومات التحكم بأدمغة الناس وتتجسس على أفكارهم وتتلاعب بقراراتهم، وكذلك الحال على الشركات فيمكنها مراقبة موظفينهم بشكل غير أخلاقي من خلال الحاسوب ومن الناحية التربوية فيمكن للوالدين أن يأمروا أبنهم بالصلاة واكتساب السلوك الحسن من خلال الأوامر التي يصدرها الحاسوب لدماغ الطفل، أو قد تجعل هذه التقنية الأجيال القادمة أكثر اعتمادا على التكنولوجيا، فتضعف عندهم مهارة التفكير والتحليل والاستنتاج والنقد، ويصبح عند الأطفال قناعة بأن التكنولوجيا يمكنها أن تحل أي مشكلة بالعالم، بدون الحاجة للوالدين أو للآخرين، وقد تتراجع القيم والأخلاق عند الأبناء فلا يفكرون بمجاهدة النفس أو ضبط الشهوات أو تقوية الإرادة لاكتساب الأخلاق وقوة الثقة بالنفس، وتخيل معي أن يعرف الوالدين ماذا يريد أن يفعل الإبن قبل فعله، أما من الناحية القانونية فإننا لا نحتاج في المستقبل للتحقيق مع شخص ارتكب جريمة ولكن يكفي أن ندخل إلي الشريحة التي بدماغه من خلال الحاسوب ونأخذ كل الأفكار التي برأسه ومنها اعترافه بارتكاب الجريمة، فالمستقبل به ثورة كبيرة جدا مع ربط أنظمة الذكاء الصناعي وتكنولوجيا الواقع المدمج والافتراضي مع تجارب (أيلون ماسك) ومن الناحية الزوجية قد يؤدي استخدام هذه الشرائح إلى تقليل مستوى الخصوصية بين الأزواج إذا تمكن أحدهم من الوصول لأفكار الآخر ومعرفة ماذا يفكر ويخطط قبل التنفيذ، وبالتالي تنعدم الثقة بين الطرفين وتزداد حالات الطلاق، أو قد يستغل أحد الزوجي هذه التقنية بالتحكم والسيطرة على تصرفات وسلوك الآخر هذه بعض الأفكار التي فكرت بها عندما قرأت الخبر، ومازال التحكم بسلوك الآخر بعيد تقنيا ولكن ممكن في المستقبل يتم تطوير التقنية للوصول لهذه الدرجة، وبالتالي ستتغير مفاهيم كثيرة مثل مفهوم الحرية ومفهوم الثقة ومفهوم الاختيار وغيرها من المفاهيم التي ستغيرها التطور التكنولوجي قريبا، وقد تزيد الأمراض النفسية عندما يشعر الإنسان أنه مسلوب الإرادة أو ليس لديه خصوصية، أو الآخرون بسهولة يعرفون أفكاره ونواياه، وغيرها من الأفكار التي قد تحدث في المستقبل، والله الحافظ