متى تصاب بالإحباط في الحياة ؟
من قوانين السعادة في الحياة أن لا تجعل كل حياتك متوقفة على شيء واحد، حتى إذا فقدت هذا الشيء لا تصاب بالإحباط، وإنما الصواب أن تنوع في مصارد السعادة لديك مثل ما ينوع التاجر في مصادر استثماراته وكما يقال (لا تضع بيضك في سلة واحدة)، فلو كنت تنتظر ترقية في عملك فلا تجعل كل حياتك وهمك هذه الترقية، ولو فقدت عزيز عليك فلا تجعل حياتك كلها متوقفة على هذا الشخص العزيز ولو كان قريبا منك، ولو دخلت بعلاقة صداقة أو محبة وخسرت الطرف الآخر وعندك أمور أخرى في الحياة تسعدك فإن تأثيرك بخسارة هذه العلاقة سيكون أخف وهكذا من الطبيعي أن يتعلق قلب الإنسان باشياء في الحياة يراها من سعادته، ولكن في فرق بين أن تتعلق بشيء ولا ترى غيره وبين أن تتعلق بشيء وعنده أشياء أخرى غيره، فالحياة كلها غير ثابته ومتغيرة فعندما تعلق سعادتك في شيء غير ثابت فهذا يعني أنك ستصاب بالإحباط في حالة خسارته، سواء كان عمل او تجارة أو علاقة أو صحة، والثابت في الحياة هو الله تعالى فعندما يعلق الإنسان قلبه وسعادته بالله تعالى يكون مرتاحا ومستقرا، لأن الله هو الأحد الصمد الدائم فقد قال ابن القيم (من أراد السعادة الأبدية فليزم عتبة العبودية) وقال ابن تيمية (إن في الدنيا جنة، من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، جنة الدنيا هي طمأنينة القلب وراحته بالتعلق بالله) ولعل السؤال المهم هو كيف لا أجعل قلبي يتعلق بشيء واحد وإنما يكون لدي عدة أمور تساهم في سعادتي وعدم إحباطي؟ والجواب هو أولا لابد من توسيع دائرة اهتمامك فلا يكون همك في شيء واحد وإنما يكون لديك أكثر من هم واهتمام، ثانيا أن تركز على ما يمكنك التحكم به ولا تركز على شيء لا يمكنك التحكم به فيكون سببا في شقائك مثل أراء الآخرين وأفعال الآخرين وتصرفاتهم والظروف الخارجية مثل الطقس والأزمات الاقتصادية والأمراض أو أحداث الماضي فعندما تكون هذه همك وأنت لا تملك تغييرها فإنه سيصيبك الإحباط ثالثا معرفة هدف خلقك فإلإنسان خلق لعبادة الله وليس لعبادة الأشياء أو الأشخاص فعندما تخسر شيئا أو شخصا وتتذكر أن أصل خلقك هو عبادة الله فإن المصيبة ستكون أخف عليك، وبالمناسبة فإن الخبراء يقولون أن خسارة الأشياء يستطيع الإنسان بسرعة أن يتعافي من الحزن عليها أما خسارة العلاقات فعادة تأخذ من ثلاثة أشهر إلى سنتين حتى يتعافي منها الإنسان وتقدر بحسب عمق العلاقة وقوتها رابعا أن تفكر في قيمة ذاتك وتتأمل نعم الله عليك، وأن تربط السعادة في أشياء خارجية عنك فهذا يقلل من قيمتك، أما قيمة ذاتك فتعرفها من خلال معرفة نقاط قوتك وضعفك ومن خلال التعرف على مهاراتك وانجازاتك ولا تقارن نفسك بالآخرين، المهم أن تعتنى بنفسك وما تقدمه من عمل لخدمة غيرك أو مجتمعك أو دينك، أما أن تجلس بلا عمل ولا انجاز وتعلق نفسك بالآخرين ففي هذه الحالة تشعر بالخيبة والإحباط لأن الآخرون سيتحكمون بك، خامسا أسأل نفسك ما الذي يسعدك في الحياة فاعمله تكن سعيدا، وركز على ثلاثة علاقات تكن سعيدا، الأولى تكن علاقتك بربك جيدة والثانية علاقتك بذاتك جيدة والثالثة علاقتك بالناس جيدة تعيش سعيدا ومستقرا