عبارات ترددها المرأة دائما أمامي وزوجها يستمع لشكواها وهي تقول : انه لا يهتم بها، فاطلب منها ذكر بعض الأمثلة في الاهتمام الذي تقصده، فتقول بأنه لم يشترى لي هدية ولو كانت وردة، كما أنه لا يهتم بتفاصيل الأعمال التي أعملها مثل ترتيب المنزل أو لبس شيء جديد أو قصة الشعر أو وضع مكياج، وأنه لا يتذكر تاريخ المناسبات المهمة، مثل ذكرى ميلادي أو تاريخ زواجنا، وعندما أتحدث معه لا يستمع لي باهتمام، وقليلا ما يعبر لي عن مشاعره وعواطفه، فهذه بعض الأمثلة التي ذكرتها وأكثر الرجال عندما يستمعون للمرأة وهي تضرب هذه الأمثلة يستغربون من طلباتها، لأنهم يشعرون بأنهم غير مقصرين في عطائهم للزوجة والأسرة، فأذكر مرة قلت لرجل ما تعليقك على كلام زوجتك فقال لي : أنا لم أقصر في تأمين الحياة الكريمة لها وللأولاد، وأنا متحمل مسؤولية مالية كبيرة مثل تحمل مصاريف ايجار البيت والمعيشة وتعليم الأبناء في المدارس والعاملة بالإضافة إلى مصاريف السفرة السنوية التي تطلبها، وأنا أعمل من أجلهم ليلا ونهارا، وأنا أرى أن ما تطلبه أشياء بسيطة بالنسبة للتي أقدمها لها، وهي تعمل على مشاكل كثيرة إذا لم أقدم لها هذه الأشياء البسيطة، وأنا أستغرب كيف أنها تتحدث بلغة أني مقصر وكأني لم أقدم شيء للأسرة، أن هذا الحوار الذي نقلته لكم متكرر في أكثر البيوت والأسر، ولو حللنا الموقف أكثر لوجدنا أن لغة التفاهم بين الطرفين ليست سليمة، فالمرأة تتكلم بلغة تختلف عن اللغة التي أجاب فيها الرجل، لأن كل واحد منهما يتكلم عن نفسه، والصحيح أن يتفهم كل طرف احتياجات الآخر ويحققها له، وهذا هو الهدف من الزواج فالمرأة طلباتها وإن كانت صغيرة بالنسبة للرجل لكن أغلبها في الجانب العاطفي، فهي تريد هدية ولو وردة وتريد لمسة أو تعبيرا عن المشاعر كما تريد جلسة وحوار، بينما الرجل علق على هذه الطلبات بما يقدمه من جانب مادي للأسرة، وهي لم تتكلم عن الجانب المادي لأنها تعرف أنه غير مقصر فيه، وإنما هي تتحدث عن احتياجها ولكنه فهم أنها تنتقصه، بينما هي تريد دعما عاطفيا فقط، وأكثر الرجال لا يفهمون لغة المرأة هذه لأنهم لم يتربوا عليها من صغرهم، أو لم يتحدث أحد معهم باحتياجات المرأة العاطفية، وكذلك الحال بالنسبة للمرأة فهي ليس لديها ثقافة كيف تتحدث مع الرجل فلهذا يحصل الخلاف بينهما وهناك قاعدة لو عرفها الرجال فإن حياتهم الأسرية تكون مستقرة، وهي أن المرأة تحب الأشياء البسيطة والصغيرة المتكررة، لأن الأعمال العاطفية الصغيرة والمتكررة تشعرها بالشحن العاطفي لمواجهة المشاكل الصغيرة المتكررة في حياتها، فمثلا لو ساعد الرجل زوجته ولو مساعدة بسيطة في أعمال البيت فإنها ترى هذا العمل شيئا كبيرا لأنها تفسر تصرفه هذا أنه مهتم بها ويقدر جهودها، وأنه يريد أن يخفف عنها، وأنه يحبها، هكذا هي تفهم الموقف، والرجل يحب كذلك أن تمدحه المرأة عندما يتعب لتأمين مستقبل الأسرة ماديا، فيعمل ويجتهد لإسعادهم، فلو كل طرف فهم اللغة التي يحبها كل واحد منهم وتحدث بها فإن المشاكل الأسرية ستكون قليلة، والمرأة لو تعرف أن الرجال بشكل عام يحبون التركيز على الحلول العملية، والتحديات الكبيرة، ولغة التعبير عن الحب عندهم مختلفة، لو فهمت هذا وعرفت كيف تتعامل معه فإن مشاكلها معه ستقل كذلك، فعلاج المشكلة إذن فهم كل طرف لغة الآخر واحتياجاته وتدريب النفس على تقديم ما يطلبه الآخر من غير رفض أو الحكم عليه بأنه شيء تافه أو صغير