بعدما نشرت مقال (سبعة علامات تدل على ضعف الأمهات في التربية) رأيت التفاعل الكبير على الأفكار المطروحة بالمقال، وجائتني تعليقات كثيرة تطلب الكتابة عن العلامات التي تدل على ضعف الآباء في التربية، فكتبت سبعة علامات خاصة بالآباء وهي كالتالي : العلامة الأولى (التنازل عن الدور التربوي)، ويكون ذلك في ثلاثة حالات، الأولى أن يكون الأب مشغولا كثيرا بعمله والثانية قلة تواصله مع أبنائه والثالثة اعتقاده بأن التربية مسؤولية الأم فقط، وعلاج هذه الحالات بتنظيم الأب وقته ليجلس مع أبنائه ويحاورهم، ويصحح المفهوم الخاطئ عنده في التربية لأن التربية مشاركة بين الأب والأم، فتواجد الأب مهم جدا تربويا لأنه يأثر على نمو الأبناء اجتماعيا وعاطفيا العلامة الثانية هي (التساهل المفرط) من قبل الأب تجاه أبنائه وذلك بعدم توجيه الأبناء ونصحهم عند ارتكاب الخطأ، وفي الغالب الأب لا يقوم بهذا الدور عندما يكون غيابه كثيرا عن البيت، فيريد أن يعوض كثرة غيابه عن أبنائه بالتساهل المفرط في توجيههم، ولكن هذا السلوك يدمر منظومة القيم عند الأبناء، لأنهم لا يعرفون سبب صمت والدهم تجاههم، وفي حالة الأسر المطلقة فإن الأب غالبا يرى أبناؤه مرة بالأسبوع أو مرتين، فيكون متساهلا معهم في التربية بسبب رؤيته القليلة لهم مما يأثر عليهم سلبيا، والصحيح أن يجمع بين الحب والحزم في التربية العلامة الثالثة (ضعف الحضور العاطفي)، ولا نعنى عدم التواجد الجسدي وإنما المقصود عدم التفاعل العاطفي مع الأبناء، فقد يكون الأب متواجدا جسديا لكنه غير حاضر عاطفيا، ومن أمثلة ذلك تجاهل الأب لأبنائه وعدم الاستماع لهم عند حديثهم معه، أو عدم التعبير عن الحب لهم، أو التقليل مع مشاعرهم عندما يعبرون عنها تجاه آباءهم، وفي حالة احتياج الطفل للدعم عاطفي فلا يتم دعمه أو التعبير عن الحب له، وربما أكثر شيء يضايق الأبناء أن يستمر الأب بتوجيه الأبناء من غير الاستماع لهم العلامة الرابعة (الاستجابة لقرارات الأبناء)، وهذا يدل على ضعف الآباء أمام أبنائهم، فتكون قيادة العملية التربوية تسير بالعكس من الأبناء للآباء، بدلا من أن يكون التوجيه من الآباء للأبناء، فكل ما يطلبه الأبناء ينفذه الآباء، وفي الغالب يقوم الآباء بهذا التصرف إما لجهلهم للمهارات التربوية أو تجنبا لعصبية الأبناء وهذا خطأ كبير العلامة الخامسة (التهرب من مواجهة المشاكل)، فيتهرب الأب من مواجهة المشاكل التربوية للأبناء إما لشعوره بالعجز أو خوفه من الفشل، أو بسبب كثرة انشغاله وتأثره بضغوط الحياة، أو ربما يتصور أن المشاكل تعالج مع الزمن من غير تدخله، ومن غرائب ما سمعت من أخطاء تربوية أن الصمت وسيلة لحماية الأبناء العلامة السادسة (التناقض في التصرفات والقيم)، وهذا يعنى الغاء مفهوم القدوة وعدم الاستفادة منه تربويا، فعندما يرون الأبناء والدهم عصبي ويحذرهم من العصبية فإن التربية تسقط بسبب سقوط القدوة لأن فعله يخالف قوله، وكذلك باقي الأخلاق والقيم، فالأطفال يتأثرون بالقدوة أكثر من تأثرهم بالكلام والتوجيه، فعندما يكون هناك تناقض بين ما يشاهده الأبناء من واقع وبين النصيحة والتوجيه فإن التربية تسقط في هذه الحالة، ولا يكون لها أثر والعلامة الأخيرة (عدم الإلتزام بالدين)، فالخلاف بين الآباء والأبناء كبير من سن الطفولة إلى أن يكبر الإبن ويتزوج، فلابد من وجود مرجع للقيم والأخلاق يرجع له في حالة الخلاف، وهذا المرجع هو الدين والإيمان، فإذا كان الأب لا يعتمد الدين مرجعا للتربية يصبح ضعيفا في تربيته، ويستطيع ابنه أن يغلبه بالنقاش بتغيير القيم أو رفضها، فالدين مرجع وحافظ للتربية