كيف تحبب طفلك بالصلاة وتعوده عليها في صغره حتى يحافظ عليها في كبره، في هذا المقال عدة أفكار تربوية، وكما قيل (من شب على شيء شاب عليه)، فإذا كان الطفل عمره من سنتين إلى ثلاث سنوات وهو سن الاستكشاف والمتعة واللعب والتقليد، مهم جدا في هذا السن أن يشاهد الوالدين يصلون أمامه، فهو يلعب من خلال تقليده لحركات الصلاة، وهذا التقليد في الحركات يستمر إلى عمر سبع سنوات، ودور الوالدين التربوي أن يشجعوا الطفل ويمدحوه إذا رأوه يقلد حركاتهم بالصلاة ويتعامل معها وكأنها لعبة، لأن التعود على الصلاة يجعله يلتزم بها إذا كبر، وفي هذا السن مهم جدا أن نقلل من ارتباطه بالأجهزة حتى تكون عنده مساحة لمشاهدة الأخلاق والقيم والعبادات فيقلدها ومن سن الرابعة وحتى السادسة نركز على عدة أمور، منها تعليمه الاستماع للأذان، وطريقة الوضوء الصحيحة، وشراء سجادة ومصحف خاص به، وللفتاة نشترى لها اضافة اللباس الخاص للصلاة والحجاب، فتكون هذه الأمور جزء من غرفته حتى يتعود عليها، ويفضل تعليق صورة للمسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى بغرفته، وليس مطلوبا بهذا العمر الالتزام الدقيق بمواعيد الصلاة بقدر حبه للصلاة، ولا مانع من الصلاة بالمسجد أحيانا ليشاهد المصلين أما سن السابعة فله خصوصية في التعليم، فيكون التوجيه مباشر للصلاة لقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع)، وفي هذا العمر يبدأ الوالدين بتذكير الطفل بمواعيد الصلاة، وتشجيعه عليها بوقتها، أو عندما نخاطبه نربط المواعيد بالصلاة، فمثلا نقول له (وقت اللعب بعد صلاة العصر) أو (الدراسة بعد صلاة المغرب) وهكذا، ولو كان عنده أصدقاء يحفظون معه القرآن بالبيت أو بالمسجد ويصلون مع بعض فهذا يساعده على الالتزام بالصلاة، وهناك بعض الألعاب الإلكترونية التي تعرف الطفل المساجد مثل لعبة (الطريق إلى القدس)، ومن سن الثامنة إلى التاسعة يفضل استخدام عبارات لها علاقة بالصلاة عند الحديث مع الطفل، مثل (باقي ربع ساعة على أذان العشاء وبعدها نصلى ونخرج) وهكذا، أو استخدام جدول للتحفيز على الالتزام بالصلاة وفيه نقاط ومكافآت بشرط ألا تكون المكافآت مبالغ فيها، فإذا تعود على الصلاة ممكن أن نرشده لصلاة السنن أو صلاة الوتر قبل النوم، ومهم جدا ألا تكون الصلاة عائقا عن اللعب أو الترفيه حتى لا يكرهها لا يتوقع الأب أن الطفل سيلتزم بالصلاة بمجرد أنه كلمه مرة أو مرتين، ولكنه يحتاج لمتابعة وتذكير، لأنه من الطبيعي للطفل بهذا العمر ألا تكون الصلاة من أولوياته بالحياة، ومهم جدا أن نركز بهذا العمر على الربط بالمعاني الإيمانية، مثل الحرص على الثواب ورضى الله تعالى والاقتداء برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، والحديث عن اليوم الآخر والتدريب على الذكر والدعاء بعد الصلاة وبيان أهميتها، ومن سن عشرة إلى أحدي عشر نركز على مواضيع مثل حرص الصحابة رضي الله عنهم على الصلاة، وتعليمه كيف يخشع بصلاته ومعرفة تفسير بعض السور التي يصلى بها، ونشدد معه على الحرص على الصلاة بوقتها، والطفل بهذا العمر يحب الارتباط بالأصدقاء فنستفيد من هذه الصفة في اختيار أصدقاء يعينونه على الحرص على الصلاة ومن سن أثني عشر إلى ثلاثة عشر يكون الصبي اقترب من سن البلوغ والبنت قد تكون بلغت، وفي هذه المرحلة يتعلم الطفل أنه مسؤول عن تصرفاته وسلوكه وأنه مكلف شرعا بالصلاة، وأن الصلاة أصبحت واجبة عليه، وعليه الالتزام بها مع استمرار الوالدين بالتذكير والمتابعة، فهذه أفكار تربوية وعملية لتحبيب الطفل بالصلاة حسب عمره واهتماماته
