لو جمعت كل الكتب التي تحدثت عن الشخصية القيادية ولخصتها لوجدت معانيها في شهر رمضان المبارك، ولو حضرت دورة تدريبية عند أشهر مدرب عالمي يعلمك كيف تكون شخصيتك قوية وقيادية لوجدت كل المهارات التي ستتعلمها منه أنك تعلمتها من مدرسة الصيام، وسأذكر في هذا المقال أهم سبع مهارات قيادية يتعلمها الصائم في شهر رمضان المبارك أولها مهارة ضبط النفس والتحكم بالذات، ويكون ذلك من خلال أن الصائم يرى الطعام ويشتهيه، ولكنه لا يقترب منه، فتزداد عنده قوة التحكم بنفسه وضبط شهواته، سواء كانت في الطعام أو العلاقة الزوجية الخاصة، فلا يسمح لنفسه بعمل أي شيء، وإنما يلتزم بالإمتناع عن الطعام والشراب والمعاشرة الزوجية من الفجر إلى المغرب، بالإضافة إلى ضبط لسانه وسلوكه فلا يغضب ولا يشتم ولا يتكلم بأي كلام بذيء لمدة ثلاثين يوما، فتكون بمثابة دورة تدريبية عملية تأهله لإدارة الحياة والنجاح فيها وثانيها مهارة التخطيط وتحقيق الأهداف ورؤية الإنجازات، ويكون ذلك من خلال الأهداف التي يضعها الصائم في رمضان، مثل ختم القرآن، صلاة القيام، عدم الإكثار من أكل الحلويات، زيارة الأرحام أو التفرغ لكتابة الأهداف السنوية وترتيب البيت وغيرها من الأهداف، وجميل جدا عندما يرى إنجازه لهذه الأهداف فإنه يفرح مما يشجعه على الاستمرار في التخطيط ووضع الأهداف لما بعد رمضان وثالثها الصبر وقوة التحمل من كثرة الصلاة وتحمل معاناة الصيام، وكما قيل أن النجاح يمثل 1% بينما الجهد والصبر يمثل 99% لأي عمل يقوم به الإنسان، ورمضان مدرسة الصبر، فنتعلم من صبر رمضان الصبر في مواجهة الفشل في الحياة، والصبر أمام التحديات والمعاناة، والصبر على تحقيق الأهداف، والصبر على الإيذاء من العلاقات الاجتماعية، ونتعلم الصبر عن المعصية والصبر على الطاعة، ، فالصبر ليس مجرد خلق وإنما هو مهارة يتعلمها الإنسان، ولأهمية الصبر لم يخبرنا الله تعالى عن ثواب الصابرين فقال (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) رابعا الصحة النفسية والجسدية، وهذه يستشعرها الصائم كل يوم، أما النفسية فيجد الصائم الراحة والهدوء بسبب قوة الارتباط بالله تعالى في شهر رمضان الكريم من خلال الصلاة وقراءة القرآن والأحاديث الدينية والإيمانية التي يسمعها أو التي يتحدث بها، أما العطاء وتقديم المساعدات للمحتاجين والفقراء فإنه يشعر الإنسان بالسعادة والطمأنينة النفسية، أما بخصوص الصحة الجسدية فتكون من خلال تحسين الجهاز الهضمي وتنقية الجسم من السموم بسبب الصيام وقلة الأكل، وبالتالي ينشط العقل ويقوى الجسم ويزيد التركيز خامسا العلاقات الاجتماعية وتنمية شعور الإحساس بالآخرين، وهي من أبرز الصفات القيادية للناجحين، ويكون ذلك من خلال التجمعات العائلية وصلة الأرحام واكرام الجار والتواصل مع الأصدقاء والسؤال عن المحتاجين، وهذه الصفات الإنسانية هي سر قوة ونجاح أي قائد في الحياة، وحتى في عالم التجارة فإن قوة العلاقات الاجتماعية من أسرار النجاح التجاري سادسا إدارة الوقت وترتيب الأولويات من خلال التنسيق بين وقت العبادة والراحة والعمل والطعام والعلاقات الاجتماعية، كما ان الصائم يخصص جزء من وقته للتأمل والتدبر والتفكير بسبب صلاته وقراءته للقرآن وكثرة ذكره، وهذا يعطيه قوة وطاقة إيجابية ويساعده بترتيب حياته وحسن إدارة وقته، سابعا وهي مهارة لم تتحدث عنها كتب الإدارة والدورات القيادية بشكل مفصل، وهي اكتساب خلق التقوى والالتزام الأخلاقي وهي من أهم صفات الشخصية القيادية الناجحة، ولهذا فإن الشياطين تسلسل في رمضان وأبواب الجنة تفتح وأبواب النيران تغلق حتى تساعد الصائم للوصول لهدفه في الارتقاء الأخلاقي والإيماني وتزكية نفسه وهو هدف الصيام