لماذا بعض الشباب يهربون من الفتيات وقت الخطبة ؟ وما هو أكثر شيء يجذب الشاب في الفتاة ؟ وما صفات الفتاة التي يجد الشاب الراحة تجاهها عندما يتقدم لخطبتها؟ أكثر من شاب تحدث معي عن قصص عاشها في التعرف على فتاة أو التقدم لخطبتها ثم هرب من أول لقاء أو تعارف، وعندما أسألهم عن السبب يقولون لم نشعر (بالأنوثة أو النعومة) في الفتاة التي رشحت لي للزواج بها، وفي كثير من الأحيان تكون الفتاة جميلة ومن عائلة محترمة ووضعها الاجتماعي والتعليمي والمادي يتناسب مع وضع الشاب الذي يرغب بالزواج بها، ولكن فقدان الأنوثة والنعومة في الفتاة تلغي كل هذه الميزات الموجودة لديها، وفي الغالب الشباب يحكمون على الفتاة أنها فاقدة للأنوثة من خلال طريقة حديثها أو لبسها أو أسلوبها بالحياة فالفتاة قد تكون شخصيتها قوية ومع ذلك تمتلك أنوثة ونعومة كبيرة، فقوة الشخصية ليس نقيض الأنوثة، ولكنها تفقد الأنوثة إذا كانت شخصيتها حادة، وتفرض رأيها بجميع الأحوال من غير نقاش أو حوار، أو لو كانت لا تسمع للرأي الآخر ولا تريد أن تناقشه وليس لديها أدنى مرونة في التعامل أو الحوار، فإن الشاب الذي يتعامل معها يشعر بأنها فاقدة للأنوثة والشباب بفطرتهم ينجذبون للفتيات ذات الأنوثة العالية ويميلون للفتاة الناعمة، لأنهم يشعرون بالراحة وخاصة إذا كانت المرأة هادئة ورقيقة ومحبة للعطاء فإن الشاب يشعر بأنها تكمل صفات الرجولة عنده، وتعطيه شعورا بالسكينة والهدوء والراحة، ولا يشعر أنه سيتزوج فتاة يعيش معها بتوتر دائم، أو تحدي وصراع من أجل اثبات الذات أكثر الشباب يبحثون عن الحب والعاطفة والأنوثة والنعومة لأنها تلبي حاجتهم الفطرية، كما أنهم يشعرون بالتقدير والاحترام والسعادة والراحة عندما يتعاملون مع فتاة ذات أنوثة عالية، وهذه لغة نفسية واحتياج فطري يعيشه الشاب كما تعيشه الفتاة، فالفتاة عندما تعبر عن أنوثتها فإنها تكون سعيدة كذلك لأنها تتوافق مع فطرتها، إن الحوار والتواصل مع الفتاة ذات الأنوثة العالية أكثر سهولة من الفتاة المترجلة أو العنيفة أو الحادة، فالشاب لا يفكر أن يتحداها وفي الغالب الشباب يحبون التحدي، لأن الأنوثة تمتص رغبة الشباب في التحدي والقوة، فيسلم لها الشاب ويكون متعاونا معها في الحوار أو عند الخلاف بالرأي، لأنها تتعامل معه باحترام وهدوء من خلال تعاملها الناعم وأنوثتها الحيوية، بالإضافة إلى أن هناك مسألة فطرية في الشباب فهم يحبون أن يكون لهم دور في مساعدة الفتاة وحل مشاكلها وحمايتها، فعندما تكون الفتاة لديها أنوثة عالية فإنها توقظ لدي الشاب حسه للمسؤولية تجاهها فيشعر بأنه مسؤول عن مساعدتها ومشاركتها وحمايتها مما يزيد من ارتباطه العاطفي بها إن خلق الحياء من أقوى الأخلاق التي تبرز أنوثة الفتاة، كما وصف الله تعالى الفتاة التي جاءت تشكر موسى عليه السلام بعدما سقاها من الماء قال تعالى (فجاءته إحداهما تمشى على استحياء) فإذا كانت مشيتها فيها حياء فكيف بأخلاقها؟! فمفعول حياء الفتاة في الشباب كمفعول السحر في تأثيره عليهم، وإذا كان الشاب يهرب من الفتاة الفاقدة للأنوثة والحياء فإن فتاة كذلك تهرب من الشاب الفاقد للرجولة والحزم والكرم وقوة التحمل فالأنوثة والرجولة صفتان أساسيتان لنجاح الزواج واستمراره حتي يشعر كل واحد منهما أن الآخر يكمله، ولهذا خلق الله الزوجين لدي كل واحد منهما ميزة يقدمها للآخر فتسكن نفسه، قال تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها) فالسكن يتطلب التوافق والتكامل والتفاهم والراحة، كما يتطلب الرجولة من الرجل والأنوثة من المرأة
