أتمنى أن يكون لدينا وزارة للطفل
أتمنى أن يكون لدينا (وزارة للطفل) ، فالطفل ما قبل المدرسة في مجتمعنا يعيش في حالة من الفقر العاطفي والتربوي وحتى الصحي والنفسي ، وخاصة بعد تحول منظومة الحياة للوالدين في بلادنا فلم يصبح الطفل الأولوية الأولى للوالدين ، فالطفل يعيش اليوم بين إهمال تربوي أو سوء للتربية ونادر ما نجد أسرة تحسن تربية أطفالها ، فأغلب الأطفال في ضياع تربوي وصحي ونفسي وسلوكي ، وبسبب الإهمال التربوي كثرت مشاكل الشباب والكبار ، وكما قيل من حسن بدايته حسنت نهايته وقد بين لنا رسولنا الكريم أن كل مولود يولد صفحة بيضاء مستعد لتلقي التربية الصحيحة فقال (ما من مولود إلا يولد علي الفطرة ) ، ثم بين لنا أثر الوالدان في التربية وهو ما نعنيه بالتاريخ التربوي (فأبواه يهودانه أو ينصرانه ..)
فأتمنى تأسيس وزارة للطفل يكون من مهامها حماية الطفل وتنميته ، وتعليم الوالدين مهارات التربية الصحيحة ، وعمل برامج خاصة للطفل ، والإشراف علي المؤسسات والجمعيات المهتمة بشؤون الأطفال ، والتنسيق مع الشركات الخاصة العاملة في مجال الطفولة ، ومراقبة أداء الحضانات وتطوير مناهجها التعليمية والتربوية ، وتدريب العاملات في البيوت علي كيفية إدارة البيت أثناء غياب الوالدين ، والحفاظ علي حقوق الطفل وحمايته من الإعتداء والعنف ، والإشراف علي تفعيل قوانين حماية الأطفال من الجرائم المنزلية ، وفي حالة لو أهملت الأسرة تربية ابنها أو تعرض للعنف والإهمال فإن للوزارة صلاحية بتطبيق نظام تأديبي علي الوالدين قد يصل لسحب الطفل منهم
ففي وزارة الطفل والأسرة بكندا نظام يمكن الإستفادة منه في التأديب علي الإهمال التربوي فإذا استقبلت الوزارة شكوى من مدرسة او مركز او او شخص من العامة فإنها تفتح ملف للتحقيق في الشكوى، وتقوم بزيارة المنزل للتحقق من الإهمال التربوي وتجلس مع كل طفل لوحده أولا وتفحصه لتتأكد من صحة الشكوى ثم تحقق مع الوالدين فاذا تبين لها أن الطفل لا يعيش بأمان يؤخذ الطفل فورا ويوضع في مكان آمن ليتم التحقيق والعمل مع الوالدين ، وإن لم يكن هناك خطر فادح يتم وضع خطة تربوية واضحة للوالدين ليتعلموا أساليب جديدة في تربية الطفل ، وتكون الخطة تحت إشراف الوزارة بالتنسيق مع المراكز الأسرية والتدريبية لتدريب الوالدين مهارات التربية الصحيحة
والجميل في النظام الكندي هو العمل الجماعي لحماية الطفل وضمان سلامته تربويا ، فلكل ملف تنشا الوزراة فريق عمل يتضمن موظف من الوزارة ومرشد تربوي ومرشد نفسي وممرضة وأحيانا قد يتدخل الطبيب عند الضرورة , ويتم ندب مترجم إن كانت لغة الابوين غير الانكليزية ، ويمكن الأبوين أن يطلبوا شخصا ما أن يكون في الفريق يثقون به ويعمل في مجال الاسرة ، ويجتمع الفريق مع الوالدين مرة في الاسبوع ليعملوا سويا من أجل ضمان سلامة تربية الطفل ، وتسعى الوزارة لمساعدة الوالدين لتأمين مناخ تربوي صحي للطفل فإذا لم يلتزم الوالدين بضوابط فريق العمل يتم سحب الطفل من الأسرة ، ومن حق الأسرة أن تطعن بقرار الوزارة في المحكمة والقاضي يفصل بالدعوى إما بعودة الطفل لأسرته أو بقاؤه بعيدا عنهم حماية له
وبالمناسبة فإن وزارة الطفل بكندا تعمل مع أكثر من 5400 شركة ومؤسسة تهتم بالاسرة والطفل ، وتساندهم من أجل نجاح الخطط التربوية داخل البيت ، ومن مهامها تحقيق الأمان العاطفي والجسدي والجنسي للطفل والأسرة ، وتتدخل في حالة وجود عنف عاطفي مثل صراخ الوالدين أو التلفظ بالفاظ سيئة فيكون الطفل خائفا أو منعزلا أو غير واثق بنفسه ، أو التعرض لعنف جسدي وبالمناسبة فإن الضرب في قانون كندا مسموحا للتأديب فقط اي أن يكون بشكل بسيط جدا وتكون اليد مفتوحة أثناء الضرب ويمنع بالقانون الكندي الضرب علي الوجه أو باستخدام أداة أن أن يترك الضرب أثرا علي الجسد ، ولعل أجمل ما في سياسة سياسة وزارة الطفل الكندية أنها لا تقوم بمشاريع أو أعمال خاصة بها ، وإنما جميع مشاريعها يكون دعم جزئي للمراكز والمؤسسات الاسرية من خلال شراكة مجتمعية فتحمل المجتمع والقطاع الخاص والمؤسسات الأهلية مسؤولية تربية الطفل ، وأكرر ما قلته في البداية فأنا أتمنى أن يكون لدينا وزارة للطفل