تعرف على قانون 90/10 لحل المشاكل
رجل قرر أن ينفصل عن زوجته فلما تحدثت معه ذكر لي عيب أو عيبين فيها فطلبت منه أن يذكر لي محاسنها فذكر لي عدة محاسن وأثناء الحوار معه قلت له إن حسنات زوجتك تمثل ال 90% بينما عيوبها تمثل 10% ، وأنت تركز بالنظر لعيوبها وهي بنسبة 10% حتى صرت لا ترى حسناتها والتي تمثل 90% ، ونصيحتي لك أن تركز على ال90 وهي الأكبر والأكثر وتحاول أن تغمض عينك عن ال 10 أو تتعايش معها فتكون سعيدا بحياتك، ثم أنك لو تزوجت 100 امرأة ستكتشف نفس النتيجة، وهي أن النساء في الغالب عيوبهن أقل من محاسنهن وكذلك الرجال فهذه هي طبيعة النفس البشرية
وقصة أخرى حدثت معي مع امرأة اتصلت علي تستشير في قرارها الذي اتخذته بطلاق زوجها فلما سألتها عن السبب قالت بأنه يقدم كلام أمه على كلامها وأن زوجها دائما يعطي أمه الأولوية وهذا يشعرها بعدم الأهمية بحياته، فناقشتها بقانون 90/10 في النظر للمشاكل فعددت لي محاسنه بأنه كريم وطيب وأب مميز وزوج خلوق وعددت كثير من الحسنات وقالت بأن عيبه أنه لا يأخذ رأيها وإنما يقدم أمه في كل شيء فأجبتها بقانون 90/10 وشرحت لها بأنه لا يوجد بالدنيا شيء كامل وأي علاقة بين أي طرفين لا تكون مثالية وكل إنسان عنده عيوب وحسنات
وأذكر مرة احدى النساء ردت علي بأن مقياس مشكلتها أكثر من 10% ، فقلت لها حتى لو قلت مقياسها 20 أو 30 أو حتى 40 فتبقى نسبة الإيجابيات أكثر ويمكنك التعايش مع المشكلة، فردت علي بأن زوجها (طاح من عينها) فقلت لها لا يوجد عندنا شيء اسمه (طاح من عيني) لأن كل انسان فيه عيوب ومحاسن إلا في حالة لو كان الشخص عيوبه أكثر من محاسنه وهذه حالات قليلة واستثنائية في الحياة، لكن المهم أن لا نكون نحن مثاليين في النظر للآخرين
ولعل كل ما ذكرته في مهارات التعامل مع عيوب الآخرين تم تلخيصه بحديث نبوي يعتبر منهج في الحفاظ على العلاقة بين طرفين، وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يفرك (يعنى يبغض أو يكره) مؤمن من مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها خلقا)، ففي الحديث الحث على الصبر والتعايش والتكيف مع عيوب الطرف الآخر، لأن كل انسان فيه شيء قبيح وأشياء جميلة ولكن المهم تدريب العين على النظر على 90% وليس التركيز على 10% وقد عفى رسول الله عن الصحابي حاطب رضي الله عنه عندما ارتكب خطأ كبيرا وهو الخيانة العسكرية بكشف أسرار الدولة لأهله، وقد غضب عليه الصحابة رضي الله عنهم ولكن رسول الله نظر لكثرة محاسنه ومنها حضوره لغزوة بدر وهي المعركة الفاصلة بين الحق والباطل فعفى عنه على الرغم من كبر حجم خطأه
والناس في رؤية عيوب الآخرين ومحاسنهم ثلاثة أصناف، الصنف الأول من يضخم العيب ويكبره في عينه ويجعله هو الأهم حتى يصل لمرحلة أن لا يرى محاسن الطرف الآخر وهذا يعيش حياة مأساوية ويكون دائما محبط ومتذمر ، والصنف الثاني وهو من يركز على المحاسن ويغض البصر عن العيوب والسلبيات وهذا السعيد الذي يستمتع بعلاقاته مع الآخرين، والثالث من يوازن بين العيوب والمحاسن وينظر للأمور بعدالة فيستمتع بالحسنات ويحاول أن يغير العيوب والسلبيات وهذا يعيش بسعادة مع قليل من التذمر