استراحة المطلقين .. والعلاقة المرتدة
(استراحة المطلقين) ربما البعض يستغرب من هذا التعبير لكنه تعبير صحيح ومهم لكل من يمر بتجربة الطلاق، لابد أن يستريح بعد طلاقه لمدة لا تقل عن ستة أشهر إلا سنتين، وتقدر حسب حالة الشخص قبل الدخول في علاقة عاطفية جديدة أو زواج جديد، لأن الطلاق حتى لو حصل برغبة الطرفين إلا إنه يبقى له أثر نفسي على الرجل والمرأة، والشعور بالخسارة مؤلم بكل أنواعه، سواء كانت الخسارة خسارة الزواج أو المال أو الوقت أو خسارة استقرار الأبناء والراحة النفسية والإشباع العاطفي،
وكثير من المطلقين يدخل في حالة من الحزن أو الإكتئاب بعد الطلاق، وهذا ما أشاهده من خلال الإستشارات التي تعرض علي، ولهذا ننصح (باستراحة المطلقين)، حتى يقف المطلق مع نفسه ويرتب أوراق حياته ويتأمل أخطائه ويخطط لإنطلاقة جديدة، حتى يتجاوز أخطر ما يحدث بعد الطلاق وهو ردة الفعل العكسية بالإنتقام من الطرف الآخر، وغالبا ما يكون بالإستعجال في الدخول بعلاقة سريعة مع شخص لم تتم دراسة مدى صلاحه للعلاقة أم لا، وقد يكون الدافع من الدخول بعلاقة سريعة بعد الطلاق هو إثبات للذات بأن الشخص ما زال مرغوبا فيه، أو لنسيان ألم الطلاق وتجاوز مشاعره السلبية، أو للتشفى من المطلق أو للحاجة الجنسية أو الفراغ، وأحيانا يكون للتسلية أو لإثارة غيرة الشريك المطلق خاصة إذا كانت العاطفة ما زالت موجودة،
ومن سلبيات سرعة الدخول بعلاقة جديدة والزواج، أن تتم المقارنة بين الشريكين بشكل دائم، وتحميل الشريك الجديد مشاكل ومخاوف العلاقة السابقة، وأحيانا تطغي المزاجية على الحقيقة فيتم الحكم على تصرفات الزواج الثاني بخبرات وتجارب الزواج الأول مما يأثر على استقرار العلاقة الجديدة، وقد مرت علي حالات كثيرة استعجلت بالزواج بعد الطلاق فتأثر زواجهم بالحروب المستمرة بين المطلقين وخاصة في النفقة ورؤية الأولاد وإقحام الزواج الجديد بالمشاكل مما يأثر على العلاقة فيحدث طلاق آخر، كل ذلك بسبب العجلة في الدخول في العلاقة بعد الطلاق وهذه الحالة تسمي ب (العلاقة المرتدة)، بمعنى أن يستعجل المطلق بالبدأ بعلاقة جديدة ليرد اعتبار ذاته،
وحتى يتجاوز المطلق هذه السلبيات (والعلاقة المرتدة) عليه أن يقوم باجراءات التعافي بعد الطلاق وهي : أولا الإنشغال بهواية أو تنمية موهبة أهملها أو المشاركة بعمل تطوعي أو الاهتمام بالقراءة أوعمل مشروع جديد ينشغل فيه، وكل هذه الأعمال من أجل إعادة بناء الثقة عنده بعد هزة الطلاق، والأمر الثاني رؤية المطلق من طلقه أنه شخص جديد لأن معاملتة ستختلف معه بعد الطلاق ولن يستمر كما كان أيام الزواج، والأمر الثالث في حالة وجود أبناء فيكون التركيز عليهم بالتربية والإهتمام بهم حتى لا يتأثروا كثيرا من الفراق، ولابد من تحديد طرق التواصل بين المطلقين من أجل الأولاد والنفقة والرؤية، والأمر الرابع أن يحاور المطلق نفسه بطريقة إيجابية ويعمل الأشياء التي تسعده ويصاحب الشخصيات الإيجابية حتى يطرد حزنه ويكون متفائلا، والأمر الخامس يتذكر بأن الحدث الذي يعيشه فيه خير كبير ولكنه سيكتشف هذا الخير في المستقبل، فكل ما قدره الله تعالى فيه خير حتى لو لم نشاهد الخير الذي فيه
والأمر السادس أن يبتعد عن الإنتقام والشتم وتشويه السمعة فإن هذه الأخلاق تؤذيه قبل أن تؤذي الطرف الآخر، وأخيرا إن لم يستطع أن يتجاوز الألم والحزن فيستعن بالله تعالى ويعمل لنفسه برنامج إيماني من صلاة وصيام وقراءة للقرآن وكذلك يستشير خبيرا أو مختصا يساعده، فهذه سبعة أمور تساعدك على التعافي من هزة الطلاق وأهمها (الإستراحة)