كيف تكون راضيا عن نفسك ؟
قد تأتيك ترقية في عملك أو تحصل على جائزة التميز عندما تحقق نجاحا أو فوزا في شيء تحبه أو تنجزه، أو قد تسكن منزلا جديدا أو تشترى شيئا تشتهيه أو تحقق أمنية كنت تحلم بها طوال حياتك، أو قد تتزوج أو تسافر أو غيرها من الأمور التي تجعلك راضيا بما حققت وتحقق لك السعادة، ولكن السؤال هو هل هذا الرضى دائم أم مؤقت ؟
لو فكرت قليلا لوجدت أن هذه الأمور تحقق لك سعادة وقتية، ويكون التحدي الكبير هو كيف تحقق الرضى الدائم والسعادة الدائمة ؟ والحل في أن يكون لديك روتين سعيد في حياتك وتكون راضي عنه، وهناك عدة أفكار سأطرحها بهذا المقال
أولا: ليكن لديك روتين أنت تحب أن تعمله مثل القراءة أو شرب القهوة أو المشي والرياضة أو الجلوس مع الأصدقاء أو زيارة الوالدين أو الصلاة بالمسجد أو اللعب مع الأبناء أو مشاهدة برنامج تحبه، وقد يكون هذا الروتين يومي أو أسبوعي
ثانيا: الرياضة مهمة لتجديد نشاطك ونفسيتك وتعطيك عمرا طويلا وصحة جيدة فاحرص أن تحافظ عليها حتى ولو خصصت لها وقتا قليلا، وكذلك التغذية الصحية فهي مهمة، وهناك كثير من أنواع الطعام يجلب لك الحزن والكآبة وخاصة إذا كنت تعاني من مشكلة صحية أو السمنة ولم تحافظ على طعامك، فالسمنة والكسل وكثرة الأكل تجعلك حزينا أو غير راضيا عن نفسك
ثالثا: غذي روحك بالإيمان من خلال قراءة القرآن وتفسيره ولو كان كل يوم صفحة، واحرص على الإتصال بربك يوميا من خلال الصلوات الخمس والأذكار بعدها، ولو استطعت أن تصوم بالشهر يوم أو يومين نافلة لله فإن هذا العمل يعطيك قوة وطاقة إيجابية، وأكثر ما يشعرك بالسعادة والرضى الداخلي عندما تشعر بأنك تطبق تعاليم ربك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وزيادة على ذلك لو أنك تجلس متأملا النعم التي أنعمها الله عليك فتحمد الله عليها وتشكره فإن هذا التأمل سيزيدك سعادة ورضى
رابعا: جدد حياتك بتجديد تجاربك فلا تكن تقليديا وروتينيا وإنما جرب المغامرة أو أن تعمل شيئا جديدا في حياتك أو تتعلم علما جديدا أو تتعرف على أشخاص جدد، فكل هذه الأفكار تساعدك في تحقيق الرضى النفسي والسعادة الدائمة
خامسا: تقديم المساعدة للآخرين وحب العطاء يشعرك بالرضى، فكثير من الأحزان تأتي للإنسان عندما يفكر بنفسه ويكون أنانيا وينطوى على ذاته، سادسا: مارس هوايتك سواء كانت خارجية مثل صيد السمك أو الغوص أو داخلية مثل الرسم والزراعة والطبخ، وسابعا: استمتع بعملك ووظيفتك وإن شعرت بأن وظيفتك لا تسعدك فلا تقف وابحث عن عمل آخر أو ابدأ مشروعك الشخصي حتى يكبر وينجح ثم تفرغ له، وأخيرا أعط لجسدك حقه في النوم والراحة فالنوم الجيد يساهم في نجاحك وسعادتك في الحياة، فهذه ثمانية أفكار تزيد من رضاك لنفسك وتحقق لك السعادة الدائمة
والإنسان الفاقد للرضى والسعادة إذا كبر بالعمر فإنه يأتيه شعور بالدونية يسقطه على من حوله، فيعاملهم معاملة سيئة أو عنيفة بسبب عدم رضاه عن نفسه من غير أن يشعر بأن السبب الرئيسى في معاملة من حوله معاملة عنيفة عدم رضاه عن نفسه وعدم شعوره بالسعادة والسلام الداخلي، أو قد يكون متكبرا أو مغرورا، فالحالة الأولى يكون فيها تقديره لذاته منخفضه والحالة الثانية يكون تقديره لذاته مرتفع وكلاهما ضد العيش بالسعادة والرضى، لهذا أحرص أن تكون سعيدا وراضيا عن نفسك بالأفكار الثمانية التي تحدثنا عنها