أسرع وسيلة لنشر الإلحاد والمثلية والمخدرات
إن (التعلق بالمشاهير) اليوم هي أسرع وسيلة لنشر الأفكار الإلحادية وتزيين المثلية والشذوذ والتعلق بالمخدرات، أعرف فتاة تتابع أحد المشاهير ومن شدة حبها وتعلقها به ظهرت عليها علامات، منها الإضطراب في الأكل والشعور بأنها غريبة عن أهلها ومجتمعها وصارت تتقمص شخصية المشهور وحركاته ولباسه وضحكاته، وصارت تعاني من عدم رضاها عن مظهرها وضعف ثقتها بنفسها لدرجة أن والديها شعروا أن عندها تشتت في شخصيتها وتغيرت أفكارها ومبادئها وقناعتها حسب أفكار الشخصية المشهورة، وبدأت تتحدث عن حرية الإنسان في تناول المخدرات ومصادقة المثليين وأن الإلتزام بالدين ليس شرطا للسعادة وتردد كل ما يقوله المشهور
إن هذه الحالة التي عرضتها عليكم تسمى (الهوس بالمشاهير أو عبادة المشاهير) وهذه واحدة من عدة حالات التقيت بها من الشباب والبنات وخاصة في سن المراهقة، وغالبا يبدأ الهوس بالإعجاب ومحاولة التواصل مع المشهور ثم التعلق المرضي به، ويصنف هذا النوع من الهوس اضطراب سلوكي ومرض نفسي يحتاج لتدخل مختص للعلاج، لأنه يأثر على الدراسة ويصبح المراهق مدمن على مواقع التواصل أو الألعاب الإلكترونية كما يعاني من مشاكل نفسية واجتماعية كاضطراب المزاج والدخول أحيانا بحالات الإكتئاب لعدم قدرته على التواصل مع المشهور، وعندي بعض الحالات دخلت في عالم الخيال بعد الدخول في علاقة عاطفية وهمية مع المشهور
وهناك عدة حلول لهذه المشكلة في حالة إذا لم تصل للحالة المرضية، وأهم الوسائل أن المراهق عندما يعجب بشخص لابد أن نستمع له ولا نستهزء به حتى لا يزيد تعلقه بالمشهور عنادا، وإنما نتفهم رأيه ونحاول التعرف علي الشخصية المشهورة ونتحاور معه حولها لنبين له نقاط ضعفه أو عيوبه التي لم يراها سواء كانت في الشكل أو في المضمون، وقبل أن نتخذ قرار بقطع الإنترنت ووسائل التواصل عنه لابد من دراسة هذا القرار هل هو مفيد أو مضر، فربما ينشأ عنده ردة فعل وزيادة تعلق بالمشهور وبنفس الوقت نقدم له مشهور آخر بديل أفضل، أما لو وصلت الحالة للتعلق المرضي فلابد من مراجعة طبيب خاص لوضع الخطة العلاجية
وهناك مسألة مهمة لابد من الإلتفات لها أن المراهق قد يتعلق بمشهور هروبا من سوء تعامل أهله أو عدم استقراره في بيئة صحية، فيكون العلاج هنا بإصلاح الأسرة وحسن التعامل معه أكثر من علاج مشكلة التعلق، وقد عالجت أكثر من حالة بهذا الإسلوب وتغير المراهق للأفضل بسبب تغير تعامل والديه معه وشعر أنه محترم ومقدر، لأن الاهتمام بمشاعر المراهق ومشاكله لإشباع عاطفته بحيث لا يحتاج أن يملئ الفراغ العاطفي عنده من خلال التعلق بالمشاهير، مع التركيز على الجانب الإيماني وأن القلب يسعد بالتعلق بالله تعالى وحب العمل الصالح، مع شغل وقت فراغه بشيء مفيد كالرياضة أو أي هواية يحب أن يمارسها، ولو استطعت أن تقنعه بالتخلص بما يذكره بالمشهور يكون هذا قرار جيد، مع الغاء متابعة المشهور من كل الوسائل وإدخال أصدقاء جيدين حول المراهق ليساعدوه بحسن استغلال وقته والإنشغال معهم بدل العزلة الوهمية التي يعيشها مع المشهور،
وهناك معلومة مهمة يصعب على المراهقين تصديقها وهي أنه ليس كل ما في العالم الإفتراضي صادق فهو مليء بالكذب والخداع وخاصة في عالم المشاهير، فقد يصور المشهور دقيقة وهو سعيد فيها بينما هو طول اليوم مكتئب ومريض، فقط من أجل الحصول على اعجابات أو تكون لحظة السعادة من أفكار من يدير أعماله وليس من تفكيره ولا من شخصيته، فهذه هي أسرع وسيلة لانتشار المخدرات والالحاد والمثلية فلننتبه لها.