قصة الأم التي هدمت بيت ابنها
من القصص العجيبة والمأثرة التي عشتها في الحياة فتاة تزوجت من شاب ورزقت منه بالأبناء، وكانت هذه الزوجة متميزة ومهتمة ببيتها وزوجها وأبنائها، ولكن أم زوجها كانت تغار منها وصارت تعاملها كأنها منافسة لها وتحرض ابنها على زوجته، والإبن يعرف حيل أمه ويصارح زوجته بأنه يحبها وأنه لا يلتفت لكلام أمه، ومرت الأيام وهما يعاملان الأم بدبلوماسية
لكن أم الزوج صارت تدبر الحيل من أجل أن يطلق ابنها زوجته، وكان لإبنها منصب في وظيفته فاقترحت عليه أن يوظف فتاة عنده بالعمل لأن أم هذه الفتاة صديقة لها والفتاة لم تجد مكانا للعمل، وبدافع البر وافق الإبن على توظيف هذه الفتاة المرشحة من قبل أمه، ولم يتوقع أن هذه حيلة من حيل الأم بسبب غيرتها وكراهيتها لزوجته حتى تفكك أسرته من خلال هذه الفتاة
دارت الأيام وصارت هذه الفتاة بالعمل تتقرب للشاب حتى أوقعته في حبها، وعرفت زوجته الأمر وقالت لزوجها بأن هذه من حيل أمك من أجل أن تفكك أسرتنا، ونحن حياتنا مستقرة والحب بيننا كبير، ولكن زوجها طلب منها أن تقبل بزواجه من تلك الفتاة لأنه وقع في حبها وزوجته تقول له إن هذا الحب مغشوش، ولكنه لم يصدق وحصل الطلاق بين الطرفين وكان يوم فرح بالنسبة للأم، وبعد أيام تزوج الشاب من الفتاة التي معه بالعمل، وصارت أم أولاده مطلقة ومهتمة بتربية أولاده وحضانتهم في بيت مستقل، واستمرت الحياة وهما متفرقين ولكن الحب في قلبهما موجود
لم يحصل أي تواصل بين المطلقة وطليقها إلا في حالات ضرورية من أجل الأبناء، وبعد مرور عشر سنوات على الطلاق أصيبت ابنتهما بمرض فدخلت المستشفى، فاضطرت الأم المطلقة أن تتصل الأب طليقها من أجل أن يوقع على الأوراق الطبية الخاصة لابنتهما بالمستشفى، فلما حضر للمستشفى وشاهد كل واحد منهما الآخر لم يتمالكا وانهمرا بالبكاء، وصار كل واحد منهما يعبر للآخر عن المعاناة التي عاشها بعد الطلاق وأن الحب مازال في قلبهما، وأعترف الرجل المطلق بأنه اكتشف أن أمه كانت وراء تفكيك أسرته من خلال الحيلة التي استخدمتها بتوظيف الفتاة عنده والزواج بها
وصار المطلق يلتقي كل يوم مع طليقته في المستشفى من أجل ابنتهما وكل واحد منهما يشكى همه للآخر، وبعد أيام خرجت ابنته من المستشفى بعدما تم علاجها واتفق الأب مع الأم على أن يتزوجا من جديد ويعيشا حياتهما مرة أخرى، واعترف لها بأنه لم يكن سعيد مع تلك الفتاة التي تزوجها ووظفها وأنه طلقها منذ سنوات
لعل البعض يستغرب من هذه القصة ولكن المتأمل لهذه القصة يجد أن الظلم وإن طال ليله فلابد للفجر أن يشرق من جديد وينكشف الظلم، وهذا ما حصل لهما فالزوج وقع في خداع أمه وكانت أمه ظالمه وظنت أنها منتصرة عندما فرقت بين ابنها وزوجته، ولكن الله تعالى كشف للزوج هذه الحيلة بعد زمن، وجمع بينه وبين طليقته بسبب مرض ابنتهما فصار الاتفاق والزواج، ثم أن هذه الزوجة التي طلقت ظلما وعانت في الحياة الكثير ولكنها تفرغت لتربية أبنائها، كافأها الله تعالى بأن رجع لها زوجها ولم شمل الأسرة وهذه المكافأة في الدنيا أما في الآخرة فثواب صبرها وتحلها لمعاناة تربية أبنائها لوحدها عظيم
وأخيرا أقول أن بر الوالدين مطلوب ومفروض ولكن ليس على حساب تحقيق الظلم في الحياة والعلاقة، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق حتى ولو كان المخلوف الوالدين، ولعل هذه الغفلة والخطأ الذي وقع فيه الزوج فدمر أسرته بحسن نيته