(5) صفات بقوم لوط موجودة بزماننا
كثر الحديث حول العلاقة الجنسية بين الرجلين أو المرأتين أو بين الكبار والأطفال، فقلت لأتأمل كيف وصف الله تعالى سلوك قوم لوط في أعمالهم الجنسية المخالفة للفطرة، فتبين لي أن قوم لوط لديهم خمس صفات وهي نفس الصفات موجودة في زماننا هذا، فالصفة الأولى هي أنهم يتحرشون ولا يتورعون عن الاغتصاب، فكان الجميع يعاني من تحرشاتهم وواضح ذلك في قوله تعالى (وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات، قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم، فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي، أليس منكم رجل رشيد، قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد) فالتحرش واضح من خلال سياق الآيات وهو ما يحصل اليوم في زماننا بل وزيادة عندنا أن أغلب محركات البحث بالنت تتحدث عن مظلوميتهم أما الصفة الثانية فهم يتمسكنون حتى يتمكنون، فإذا تمكنوا طغوا وصاروا أقوياء، ووصلوا إلي السلطة فيمارسون القمع بكل صوره كما وصفهم الله تعالى (وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) فالتهديد بالطرد من البلاد في زمانهم وكذلك في زماننا زيادة عندنا الطرد من الوظيفة أو رفع الدعاوى على أي مقال أو حديث يكتب عنهم أما الصفة الثالثة فهم يزورون الحقائق العلمية ويخفونها كما ذكر الله تعالى (ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون، أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون) لاحظ معي كيف ختم الله الآية الأولى بقوله وأنتم تبصرون والثانية ختمها وأنتم تجهلون، فكيف يبصرون ويجهلون ؟ فالجهل هنا معناه فعل الشيء بخلاف حقه، واليوم يزورون الحقائق العلمية والادعاء على أنها جينات مسؤولة عن الشذوذ، وتم تغيير حقائق الطب النفسي بشطب الشذوذ من الأمراض النفسية، أو منع أي معلومة تنشر ضد العلاقة الجنسية بين الرجال أو مع الأطفال، كما وتم حذف دراسات قديمة واستبدالها بدراسات حديثة تؤيد رأيهم أما الصفة الرابعة فهم حريصون على افساد براءة الأطفال، لاحظ معي وصف الله تعالى للقرية أنها كلها تعمل الخبائث، ووصفهم بأنهم قوم فاسقون، فالجميع مشارك بالأمر لأن النساء هجروهن الرجال، والأطفال تربوا على ما يفعله الكبار، قال تعالى (ولوطا ءاتينه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين) واليوم بلغ الأمر حتى أكبر شركات الإنتاج الكارتوني للأطفال أعلنوا أنهم سيزيدون من نسبة مشاهدة الشذوذ في أفلامهم، وهناك دعاوى تشجع المرأة لممارسة العلاقة الجنسية مع المرأة أما الصفة الخامسة أنهم يتخذون من النوادي والمطاعم والمنتجعات أماكن لممارسة الجنس الجماعي قال تعالى (أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر) فهم يقطعون الطرق للتحرش، ويجتمعون بأنديتهم للممارسة الجنس الجماعي، ولا يعرفون الخصوصية والستر وحماية الأسرة، بل يعشقون الفجور الجماعي، فهم يأتون بإرادتهم كما قال تعالى (أتأتون الفاحشة) وقال (أتأتون الرجال شهوة من دون النساء) وقال (أتأتون الذكران من العالمين) فهم يأتون والمسألة ليست جينية بل سلوكية، ولهذا كان لوط عليه السلام ينصحهم بالتوبة ولكنهم يصرون على الفاحشة، فالشذوذ لم يظهر مع الإنسان الأول من آدم عليه السلام فهو أمر مستحدث ومبتدع لا يستند على أساس فطري ومن وقع بهذا الأمر يمكن علاجه اليوم من خلال الخبراء والمختصين، أما الذي تميل نفسه لفعل هذه الفاحشة فيمكنه الإيقاف لو أراد، وختاما تأمل معي ماذا وصفت الملائكة فعلهم (قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين) فوصفوهم بالإجرام لأنهم ينشرون الأمراض والموت ويتسببون في إيذاء أنفسهم وغيرهم ويحرمون النساء من حقهم ويفسدون الأطفال كما أن شذوذهم يصيب الأجنة بالأمراض والإعاقات .