هل أنت عصبي أم حليم ؟ قيم نفسك
حاول أن تختبر نفسك هل أنت عصبي أم حليم ؟ من علامات الشخص العصبي، أولا أن ردود أفعاله سريعة، فهو يتصرف بسرعة من غير تفكير، لأن الغضب الذي بداخله لا يعطيه فرصة للتفكير، والثانية فقدان السيطرة على مشاعره أو سلوكه فتظهر علي وجهه وجسده علامات العصبية، وممكن يترك الجلسة لأتفه الأسباب ولديه حساسية شديدة من النقد، والثالثة رفع الصوت أثناء النقاش والخلاف وأحيانا يتلفظ بألفاظ بذيئة، والرابعة الانفعال السريع على أمور بسيطة لا تستحق الغضب، مثل زحمة السيارات أو الوقوف بالطابور وهكذا، والخامسة يكون عنده قلق أو توتر متواصل ويصعب عليه الجلوس براحة،
والسادسة كلما تذكر الموقف الذي أغضبه يغضب مرة أخرى وينفعل، والسابعة تجد تفاعله مع الآخرين فيه شدة وعنف وكأنه مستنفر دائما، والعلامة الثامنة هناك أمراض معينة تظهر للشخصيات العصبية مثل أمراض القلب والشرايين وضعف المناعة وتهيج الأمراض الجلدية مثل الحساسية والصداع المزمن والصدفية، ففي الغالب العصبيين تظهر عليهم مثل هذه الأمراض
أما الشخص الحليم فعلامته الأولى أنه يمتلك القدرة على التحكم في ردود أفعاله وخاصة في المواقف مع الآخرين فلا يتسرع في اتخاذ القرار وإنما يفكر أولا ثم يقرر، والثانية لديه مهارة حسن الاستماع حتى لو خالفه المتحدث بالرأي، فيستمع له ثم يناقشه ويتحاور معه، والثالثة أنه يمتلك القدرة على التعاطف مع مشاعر الآخرين وتفهم احتياجهم وشعورهم، والرابعة يمكنه الصبر في المواقف الصعبة أو عند نزول البلاء، والخامسة التسامح، فهو يميل للتسامح مع من أخطأ في حقه وخاصة إذا كان الخطأ غير مقصود، والسادسة قلة الشكوى، فهو لا يشتكي كثيرا من المواقف أو الأحداث المزعجة التي يمر بها، والسابعة أنه يركز عن حل المشكلة عند حدوثها أكثر من تركيزه على المشكلة نفسها، والعلامة الثامنة عند حدوث نقاشات واختلافات فإنه يتجنب تصعيد النقاش ويحاول أن يدير الحوار بهدوء،
فهذه أبرز علامات الشخص العصبي والشخص الحليم، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم حذر من العصبية والغضب كثيرا وشجع على الحلم فقال (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)، فمن يتحكم بانفعاله وغضبه هو القوي وليس الشخص العصبي، وأما حديث التشجيع على الحلم، فقد مدح رسولنا الكريم الصحابي للأشج من بني عبد قيس فقال : (إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله : الحلم والأناة)، ومعنى الحلم أنه عندما يثار الإنسان من الآخرين فيتحكم بنفسه ولا يستجيب لهم، أما الأناة فمعناها عدم الاستعجال في الأمور
ولعل السؤال المهم هو إذا كان الشخص عصبيا فكيف يكون حليما؟ والجواب أنه لابد من معرفة أسباب العصبية والابتعاد عنها ثم علاجها بعدة وسائل منها الوضوء والاستعاذة من الشيطان والبعد عن مثيراتها ولعب الرياضة ومصادقة أشخاص حليمين غير عصبيين وتذكير النفس دائما بالحلم وفوائده والقراءة في هذا الموضوع، فكل هذه الأفكار ممكن تساعد الشخص العصبي على التغلب على عصبتيه والتحكم بانفعاله، فلو نجح بذلك صار حليما وكما قيل (إذا غلبك أمر فاحتمل ، فإن الحلم يطفيئ نار الغضب)، فالحلم زينة، والحلم مفتاح كل خير، والحلم نصف العقل، أما العصبية فالعصبي يخسر قبل أن يبدأ، والعصبية تعمي العيون وتصم الآذان، والعصبي يحرق نفسه قبل الآخرين، ومن الأشعار الجميلة ( كن حليما إذا ابتليت بغيظ ، وصبورا إذا أتتك مصيبة، فالليالي من الزمان حبالى ، مثقلات يلدن كل عجيبة)