متى ينبغي للأم أن تكشف عن أخطاء الأبناء للأب ؟
عادة تكون الأم هي التي تعرف أخطاء وعيوب أبنائها أكثر من الأب، وذلك بسبب قربها أكثر منهم، أو بسبب تحملها لمسؤولية علاج الأخطاء وإصلاحها، وأحيانا تتكفل الأم بعلاج أخطاء الأبناء لحماية الأبناء من العقوبة الشديدة التي سيطبقها الأب عليهم لو اكتشف الخطأ، وبعض الأمهات يحبون أن يعالجوا المشكلة بهدوء حتى لا يتمرد أبنائهم عليهم، وقد تكون نية الأم الحفاظ على سلامة العائلة واستقرارها ولهذا هي لا تكشف أخطاء وأسرار الأبناء للأب،
وفي بعض الأخطاء التي يرتكبها الأبناء ترى الأمهات أنها أخطاء طبيعية لهذه المرحلة العمرية، فتعالج المشكلة بهدوء ولا داعي لتدخل الأب، وبالمناسبة في بعض الآباء لا يحب أن يتدخل في علاج المشاكل التربوية والأم تفهم هذا وتعرف أنه لا يحسن التصرف ولا الحوار ولا التفاهم فتبعده عن تحمل مسؤولية علاج الأخطاء التربوية، وخاصة لو كان الأب عصبي ولا يعرف إلا لغة العنف والطرد والحبس
فالأبناء وخاصة في مرحلة المراهقة لا يصارحون آبائهم بأسرارهم وأخطائهم، بسبب خوفهم من العقاب أو رغبتهم بالاستقلال بالحياة، لأنهم يرون أنفسهم أنهم صاروا كبارا، ويستطيعون أن يفعلوا ما يشاؤون حتى لو كان سلوكا خاطئا مثل التدخين أو صحبة رفقة سيئة أو الدخول بعلاقة صداقة بين شاب وفتاة أو علاقة عاطفية أو تبني بعض الأفكار الخاطئة والمنحرفة،
وقد يكون السبب في عدم مصارحة والديهم هو الحفاظ على خصوصيتهم أو خجلهم، أو الإحراج من الخطأ الذي ارتكبوه حتى لا تؤخذ عنهم فكرة سيئة، أو لمعرفتهم أن الوالدين غير متفهمين ولا يحسنون علاج المشكلة لو صارحوهم، وأذكر مرة دخل علي شاب عمره خمسة عشر سنة وقد أحضره والداه إلي لأنه لا يتكلم معهم لمدة أسبوع، فلما سألته عن السبب قال أنا ارتكبت خطأ كبيرا ولا أعرف كيف أتصرف وبودي أن أصارح والدي ولكنهما عصبيان ولا يتفاهمان، فجلست معه ثم مع والديه لعلاج المشكلة، ففي الغالب عدم التفاهم والتفهم من الوالدين للأبناء أكبر سبب في إخفاء الأبناء أسرارهم وأخطائهم عنهم
ولكن يبقى السؤال المهم متى ينبغي للأم أن تكشف أسرار وأخطاء الأبناء للأب؟ وقبل الجواب على هذا السؤال لابد أن نفرق بين نوعين من الآباء، الأول الأب المتفهم والذي يحسن الحوار وعلاج المشاكل بالشدة المقبولة والتأديب المناسب، والثاني الأب العصبي والذي لا يتفاهم ولا يحاور ويعالج المشاكل دائما بالعنف والضرب
فأما النوع الأول لا حرج أن تكشف الأم للأب أسرار وأخطاء الأبناء وتتفق معه على عدم التدخل حتى تأخذ وقتها في علاج المشكلة، ولكن لو طال وقت المشكلة ولم تعالج أو ازداد تمرد الأبناء ورفضوا الاستجابة لتوجيهات الأم ففي هذه الحالة تتفق مع الأب على التدخل السريع للعلاج،
أما النوع الثاني الأب الغير متفهم والعصبي والعنيف فكلما تأخرت الأم في تدخله لعلاج المشكلة كلما كان أفضل، لأن تدخله قد يزيد المشكلة ويكبرها، وأذكر مرة عرضت علي مشكلة من هذا النوع فقلت للأم أدخلي طرف ثالث قد يكون الخال أو الجد أو الخالة فقالت لا يوجد عندي أحد، فقلت لها إذا أنا مضطر أن أقول لك أدخلي أبوهم حتى لو كنا نعتقد أنه لا يحسن علاج المشكلة، فقد يكون تدخله الخاطئ أحيانا مفيدا وهذا ما حصل
أما متى تطلب الأم تدخل الأب فالحالة الأولى عندما تصبح المشكلة أكبر من قدراتها في العلاج، أو قد تتطلب المشكلة مواجهة جماعية من الوالدين، أو حتى تحمله مسؤولية التربية لأن التربية مشاركة، أو عندما يحس الأب أن في مشكلة ويبدأ يسأل لمعرفة الحقيقة.