هل تحدثت مع أبنائك عن المكانة الكبيرة في تاريخنا وديننا عن الشام ودمشق؟ فالشام اسم يطلق على الأراضي الساحلية في شرق البحر الأبيض المتوسط وتشمل سوريا وفلسطين ولبنان والأردن وأجزاء من تركيا ومصر، فهذه المعلومة الأولى أما الثانية فسبب تسمية الشام لأنها مثل الشامة السوداء التي تظهر على الجلد لكثرة قراها وتداني بعضها من بعض، أو نسبة لسام بن نوح عليه السلام فقد استوطن المنطقة وبنى مدينة دمشق والثالثة فهي دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لها بالبركة مع اليمن فقال : (اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا)، والرابعة أن فيها مجموعة تقاتل من أجل الحق وهم على الحق، كما قال عليه وسلم : (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة) والخامسة أن الشام هي ثالث أفضل مدينة بعد مكة والمدينة، والسادسة أنها هي نبض الأمة ومعيار الصلاح فيها، لقوله عليه السلام: (إِذَا فسدَ أهلُ الشامِ فَلا خيرَ فِيكُمْ، لا تزالُ طائفةٌ من أُمتي منصورين، لا يضرُّهم مَنْ خَذَلَهم حَتَّى تقومَ الساعةُ) فكأن أهل الشام هم البوصلة التي يحكم عليها الواحد منها صلاح الأمة وفسادها، وهذه مكانة عظيمة لأهل الشام، ففضل الشام كبير وهذه المعلومات لابد أن نوصلها لأبنائنا حتى يعرفوا قيمة الشام وفضائلها، فقد فتحها خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما عام 635 ميلادية وتم فتح مدينة دمشق بعد حصار شديد دافع عنه الروم عن المدينة، وهذه هي السادسة، أما السابعة فالشام ذكرت بالقرآن بأكثر من موضع، ففي سورة الإسراء ذكر المسجد الأقصى وهو بالشام عندما أسري بالنبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وذكرت سورة الأعراف أن بني إسرائيل إنما أورثوا مشارق أرض الشام ومغاربها بعد أن أغرق الله فرعون وجنوده في اليم، أما سورة الأنبياء فقد ذكرت أن نبي الله إبراهيم عليه السلام إنما نجاه الله ولوطًا إلى أرض الشام من أرض الجزيرة والعراق، وغيرها من المواضع التي ذكرها القرآن والثامنة أن الشام بلاد العلم والعلماء فقد خرج منها الأمام النووي رحمه الله صاحب الكتاب المشهور رياض الصالحين وكذلك الأربعين النووية ، وابن عساكر رحمه الله مؤرخ دمشق الكبير فقد مرجعا مهما وهو كتاب تاريخ دمشق، وابن تيمية رحمه الله من ابرز علماء الشام قديما وكتبه معروفة ومنتشرة، وتلميذه ابن القيم صاحب كتاب زاد المعاد الذي انتشر في كل الآفاق، وكذلك ابن كثير صاحب تفسير القرآن الكريم وكتاب البداية والنهاية وغيرهم كثير من القدماء والمعاصرين فالشام ليست عادية وإنما لها خصوصية في الدنيا وسيكون فيها أحداث عند قيام الساعة وفي الآخرة، وهذه المعلومة التاسعة، فقد ذكر عليه الصلاة والسلام أن عيسى عليه السلام سينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق فقال عندما تحدث عن الدجال: (إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولستُ فيكم، فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، فإنها جواركم من فتنته)، قلنا: “وما لبثه في الأرض؟” قال: «أربعون يوماً: يومٌ كسنة، ويومٌ كشهر، ويومٌ كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم»، فقلنا: “يا رسول الله، هذا اليوم الذي كسنة، أتكفينا فيه صلاة يوم وليلة؟” قال: «لا، اقدروا له قدره، ثم ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، فيُدرِكه عند باب لد، فيقتله»، وعاشرا نقول ما قاله العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: من بركة الشام أن كثيرًا من الأنبياء كانوا فيها، وأن الله اختارها مُهاجَرًا لخليله، وفيها أحد البيوت الثلاثة المقدسة؛ وهو بيت المقدس
