(10) تصرفات تعبر عن اهتمامك للمرأة
في جلسة شبابية سألت الشباب ماذا تقصد المرأة عندما تقول (أنا بحاجة لإهتمام) أو (أريد منك اهتمام) ، واستمعت إلي أرائهم وأحببت أن أكتب في هذا الموضوع بعدما كتبنا مقالنا السابق حول مفهوم (الإحترام عند الرجال) ، وأن الحب في عالم الرجال يعني (الإحترام) ، بينما في عالم النساء يعنى (الإهتمام) ، وقد وردتني رسائل كثيرة تطلب أن أفصل في الإهتمام كما فصلت في الإحترام ، فالإهتمام في لغة المرأة يعنى ثلاثة معانى الحب أولها ثم الأمان وثالثها الإحترام ، ولكن أكثر الرجال لا يحسن فن الإهتمام فتشعر المرأة بعدم الراحة والإستقرار معه ، لأن الفتاة الصغيرة كانت تطلب الأمان من والدها فلما كبرت وتزوجت صارت تطلبه من زوجها ، وبعض الرجال يعتقد أنه لو عبر عن اهتمامه للمرأة مرة أو مرتين فإن هذا يكفي لإقناعها بأنه يهتم بها ، بينما المرأة تريد في كل مرة تشعر بإهتمام حتى تتأكد من حب الرجل لها ، وقد يكون استمرار الإهتمام متعب للرجل لكن هذه اللغة التي تفهمها المرأة وتتقنها ، وإذا عاملها الرجل باهتمام مستمر فإنها تزداد له حبا وعطاء
فالمرأة كلما حصلت علي اهتمام أكثر كلما أعطت أكثر ، ولكن لو سألنا المرأة ما هو نوع الإهتمام الذي تطلبينه لقالت : إريد كلمات تشجيعية علي ما أقوم به من عمل ، أو أريد أن أسمع كلاما حلوا ، أو أريد سماع كلام مدح وثناء ، أو أريد التواصل البصري بيني وبين زوجي ، أو السؤال عني في حالة مرضي أو جوعي ، أو الدفاع عني أمام من يخطئ بحقي ، أو تلبية أمنياتي ، وقد جمعت بهذا المقال أهم عشر تصرفات لو فعلها الرجل مع المرأة سواء كان أبا مع ابنته أو زوج مع زوجته ، فإن المرأة تفهم من هذا التصرف بأنه مهتم بها ، حتى ولو لم يصرح الرجل باهتمامه تجاهها ، وقبل عرض التصرفات أتمنى لو كل رجل يقرأ هذه الوصفة النسائية في فهم (الإهتمام) في عالم المرأة ، وهذه التصرفات هي كالتالي :
أولا أن يستمع وينصت لها ، فالإستماع في عالم المرأة مهم جدا لأنها تحب أن تتكلم كثيرا ، وتفسر الإستماع لها بالإهتمام حتى ولو كان المستمع غير متفاعل مع ما تقول ، لأن المرأة في كثير من الأحيان تحب أن تتكلم من أجل أن تتكلم ، ولو أسكتها الرجل أو لم يعطها فرصة للحديث والتعبير عن ما في نفسها ، تفهم هي من سلوكه ذلك بأنه غير مهتم بها حتى ولو كان يطعمها الذهب ،
ثانيا أن يتحسس الرجل احتياجها ويبادر بتلبية هذا الإحتياج ، فمثلا لو كان الجو باردا ولاحظ عليها علامات البرد فقدم لها معطفا فإن هذا التصرف تفهمه المراة اهتمام بها ولا يمحى من ذاكرتها أبدا
ثالثا عندما تتعرض لموقف يسيئ لها عند أهلها أو في السوق مثلا ويقف زوجها يدافع عنها فإنها تشعر بالإهتمام والأمان ، وكذلك عندما تواجهها مشكلة مثل تعطل السيارة أو توتر في العلاقة مع أختها أو مع أحد العاملين عندها ويقف معها مستمعا ، فإنها تفهم من ذلك بأنه مهتم بها حتى ولو لم يعالج المشكلة ، فكثير من النساء عندهم الإهتمام أهم من حل المشاكل الشخصية
رابعا أن يتحدث معها في المستقبل سواء كان مستقبل السكن أو مستقبل الأولاد أو مستقبل الوظيفة أو التخطيط لرحلة بعد أشهر ، فإن هذا يعطيها شعور بالإهتمام والأمان وأنه يحبها ويحب مرافقتها
خامسا أن يسعى لإرضائها عندما تاخذ بخاطرها أو تزعل من شيء معين ، فالمرأة تحب من يدللها ويدلعها حتى لو كان عمرها فوق التسعين سنة ، ولو كان عند القارئ جدة في المنزل عمرها فوق الثمانين فليجرب أن يدلعها ويراقب سعادتها من خلال ردة فعلها
سادسا أن تقضي وقت معها ، فعندما يخصص الرجل وقتا خاصا للمرأة ولو كان قليلا فإنها تفهم من هذا التصرف أنه مهتم بها ، كما أن أسلوبه بالحوار يعنى لها الكثير، فلو قال (تعالى معي) فتفهمها اهتمام وحب ، بينما لو تحدث معها بصيغة السؤال مثل (هل تحبين أن تأتين معي؟) فتفهمها بأنه لا يرغب بمرافقتها
سابعا لو طلبت منك حاجة أو أداء مهمة معينة فإنك تساعدها وتقضى حاجتها ففي هذه الحالة تفهمها هي اهتمام
ثامنا أن تعبر عن اعجابك بعملها ومواقفها وحرصها علي البيت والأسرة أو علي اهتمامها بك فإنها تفهمها اهتمام بها
تاسعا أن تحترم العلاقة الزوجية فلا تكون لديك علاقات نسائية خارج إطار الزواج ، فمجرد أن تبدأ في علاقة نسائية خارجية فإنها تفهم من ذلك عدم حبك وإهتمامك بها
عاشرا وأخيرا الملاطفة الكلامية فتعبر لها عن اهتمامك بها وتبين مدى أهميتها في حياتك وتحترم مشاعرها ورغبتها العاطفية وتبادلها نفس الشعور من خلال الإحتضان واللمسات ، فالدفئ الجسدي يشعر المرأة بالحب والإهتمام ، وقد لخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما وصفته بكلمات قليلة معبرة وبليغة عندما قال : (خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ) وقال عليه السلام (إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً وألطفهم بأهله ) ، وقد سئلت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : ما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعمل في بيته ؟، قالت: يخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجل في بيته )