(12) قاعدة تربوية ذهبية
من خلال عملى في الإستشارات التربوية كتبت (12) قاعدة ذهبية في التربية ، وأحببت أن أقدمها لكل من يعمل في المجال التربوي وهي كالتالي : القاعدة الأولى أن المشاكل التربوية لا تنتهي أبدا ، فتبدأ من الولادة وتستمر إلي زواج الأبناء وبعض المشاكل تستمر حتى بعد زواج الأبناء ، فمن يعتقد بأن المشكلة التربوية لها عمر محدد أو زمن مقيد فهو مخطئ ، ومن يقول أنني لا أعاني من مشاكل تربوية فهذا يعني أنه لم يكتشف المشكلة التربوية بعد ، والقاعدة الثانية هي : عليك أن تفرح بالصفات المتشابهة والمشتركة بينك وبين ابنك ، وتستفيد من الصفات المختلفة معه بتنميتها واستثمارها ، فلا تنتقدها أوتطمسها أوتمسحها من شخصيته ، والقاعدة الثالثة هي : أن لا تحزن علي تدخل الجدات في التربية حتى ولو كان خلاف تربيتك ، فتربية الأم تبقى هي الأقوى دائما ، إلا في حالة لو ترك الطفل عند الجدة وانشغلت الأم عنه طول اليوم أو غابت عنه لسفر أو دراسة أو زواج ففي هذه الحالة يكون تأثير الجدة أقوى من تأثير الأم ، والقاعدة الرابعة هي : أن لا تقارن بين ابنك والآخرين حتى ولو كان أخوه ، فإن هذا النوع من المقارنة مدمرة له وجالبة للأحقاد والكراهية ، وإذا أردت أن تقارنه فقارنه بنفسه وقدراته وقل له أنك كنت بالأمس أفضل من اليوم بالدراسة أو بالطاعة وهكذا ، والقاعدة الخامسة هي : أن تشرح لطفلك عن التاريخ والماضي حتى يحب أصله ويشعر بقيمته ، وتبين له تاريخ بلده وحاضره وتوضح له أن تاريخنا الإسلامي هو جزء من شخصيتنا وهويتنا وأن من لم يكن له ماضي فلا حاضر له ولا مستقبل
والقاعدة السادسة : أن تضع قانونا في البيت للألعاب والأصدقاء والملابس والنوم والطعام والترفيه حتى يلتزم به الطفل ويتعلم الإنضباط والترتيب واحترام نظام الأسرة ، وكن حازما لا شديدا في تطبيق القانون ، والقاعدة السابعة هي : أترك لطفلك فرصة الإستكشاف حتى ولو حاول أن يستكشف شيئا يأذيه ، فأعطه الفرصة مع اشرافك عليه ليتعلم من أخطائه لأن زيادة الحماية تدمر شخصيته وتضعف ثقته بنفسه ، والقاعدة الثامنة : اربط ابنك بالله ورسوله من خلال تعليمه وذكر قصص القرآن والسنة والسيرة حتى يزداد تعلقا بالله ورسوله ، فالطفل يرتاح لوجود الله بحياته ويعطيه الأمن والقوة ، والقاعدة التاسعة هي : أن تمدح طفلك بين فترة وأخرى وأحرص أن تمدح سلوكه وأعماله لا ذاته وشكله ، وزد في مدحه لو وقف موقفا فيه اعتزاز بدينه وهويته ، والقاعدة العاشرة هي : لو تصرف ابنك تصرف مخيب للآمال فلا تعتقد أنك فشلت في تربيته بل اعتبر هذا التصرف فرصة لك لتعزيز القيم وتكرارها مرة آخرى حتى تثبت في نفسه وعقله ،
والقاعدة الحادي عشر هي : أنه لا توجد طريقة واحدة في علاج المشاكل التربوية أو تقويم السلوك ، فكل طفل له طريقته التى تتلائم مع شخصيته وتعتمد علي حسب عمره وتربيته وبيئته والمؤثرات التي حوله ، والقاعدة الثاني عشر هي : أن تبين لإبنك الحكمة من العبادات مثل الصلاة والصيام حتى يفهم معناها ويأديها بخشوعها وأركانها ، وحتى لا يعتبر الدين والعبادة جزء من عاداته وتقاليده وإنما هي أساس عقيدته وثقافته وهويته ، فهذه هي القواعد التربوية الذهبية ، وفي المقال القادم سنكتب عن القواعد التربوية الفضية