متى تتخلى عن زواجك ؟
من أصعب القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته قرار الإنفصال لأنه مؤلم ومحير ونتائجه المستقبلية مجهولة ، ولكن مع هذا كله يكون التخلي عن الزواج أحيانا أفضل من الإستمرار فيه، ومن خلال تجربتي في حل المشاكل الزوجية وتصميم برامج للمقبلين علي الطلاق وجدت أن هناك ستة حالات يكون قرار الإنفصال فيها مقدم علي الإستمرار، إلا لو رغب الطرفين في الإستمرار فيكون هذا قرارهم وعليهم تحمل نتائج هذا القرار
فالحالة الأولى عندما يكون زواجك سببا في عزلك عن أهلك وأصدقائك وحتى عن نفسك، ففي هذه الحالة صار الزواج سجنا وليس زواجا ، فالزواج الصحيح لا يمنع من التواصل والزيارة مع الأهل والأصدقاء ولا يكون سببا في إهمال النفس وعدم تحقيق رغباتها ، فالزواج يشجع علي صلة الرحم وهو في الأساس ارتباط بين عائلتين فهو باب من أبواب السعادة النفسية والعائلية ، فعندما يصل لمرحلة العزل عن الأهل والنفس والأصدقاء هنا ينبغي أن يعيد الزوجين النظر في زواجهما، والحالة الثانية عندما يطلب أحد الطرفين من الآخر أن يغير دينه ، ففي هذه الحالة صار الزواج أداة من أدوات القهر والتحكم بحرية الآخرين ، فمثل هذا القرار يجعل كلا الزوجين يفكران في الإنفصال بسبب تحكم أحدهما بدين الآخر والأصل كما قال تعالى (لا إكراه في الدين) ،
والحالة الثالثة هي حالة العنف المستمر ومثاله أن يستمر أحد الطرفين بضرب الآخر ضربا مبرحا ومتكررا ، فالأصل في الزواج أن يكون سكنا وأمنا للزوجين وفي حالة تكرار الضرب يصبح الزواج مخيفا ومرعبا، وأعرف أكثر من حالة لزوجات دخلن مستشفى الطب النفسي بسبب خوفهن وهلعهن من ضرب أزواجهن ، فالأصل في العلاقة الزوجية أنها تبنى علي الإحترام والتقدير والإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان، أما تكرار الضرب فهو ينافي الإمساك بالمعروف ، فلو خيرنا المرأة بين أن تعيش محترمة من غير زواج أو أن تتزوج مع إهانة وضرب لأختارت عدم الزواج، والحالة الرابعة القلق من كثرة المشاكل الزوجية، وهذه تحدث في الحالات الزوجية التي تعيش كل يوم مشكلة أو خلاف بين الزوجين فتكون نفسيتهما إما في مشكلة أو متوقعين حدوث مشكلة ، وقد مرت علي حالات كثيرة من هذا النوع فلا يكون الزواج في مثل هذه الحالات سكنا وأمنا وراحة ،
والحالة الخامسة الإدمان بكل أنواعه سواء كان إدمان للمخدرات أو للخمور أو للعلاقات المحرمة بين الطرفين ، ففي مثل هذه الحالة يتحول الزواج إلي جحيم بسبب الإدمان ، ويكون الزواج في الأساس مرشح للإنفصال ولكن مرت علي بعض الحالات التي نصحت فيها الزوجين بالإستمرار وعدم الطلاق لأن المدمن كان عنده نية للتغير وترك ما يدمن عليه ، وقد نجحت بعض الحالات بالتخلص من إدمانها واستمر زواجهما والبعض لم ينجح فانتهت إلي الطلاق ، أما لو أصرت أحد الطرفين بالإستمرار مع رفض المدمن للعلاج فنخبر الصابر بالمشاكل المتوقعة له مستقبلا ثم نترك له حرية الإختيار ، أما الحالة السادسة والأخيرة فهي استمرار الخيانات الزوجية ، ولعل هذا الموضوع يحتاج لتفصيل أكثر لأن الخيانات أنواع وأشكال وفي بعضها ننصح بالإنفصال وبعضها ننصح بالصبر ومحاولة الإصلاح والمسألة تحتاج لتفصيل ، فهذه هي الحالات الستة التي تجعل أحد الزوجين أو كلاهما يفكر بالإنفصال ، أما ما نشاهده اليوم بسرعة التفكير بالطلاقة والإنفصال علي أقل سبب فهذا تصرف وقرار غير صحيح