(12) سبب لتصحيح الزواج بعد الخيانة
قالت : أكتشفت علاقة غير شرعية بين زوجي وامرأة تعرف عليها من خلال عمله أو ربما من خلال الشبكات الإجتماعية فلما واجهت زوجي بالمعلومات التي حصلت عليها، أعترف لي وأكد بأن لديه علاقة مع تلك المرأة وواعدني بترك هذه العلاقة والإبتعاد عن الخيانة، ولكن في نفسيى شك من كلامه، وفي رأسي عدة أسئلة أريد الإجابة عليها، قلت لها : تفضلي ما هي أسئلتك؟ قالت : السؤال الأول هل ممكن أن تنجح علاقة زوجية بعد ارتكاب الزوج للخيانة ؟ وهل يستطيع الزوج الخائن أن يصحح علاقته الزوجية بعد هذا الشرخ الذي حصل ؟ وهل أستطيع أنا أن أرجع الثقة من جديد ؟ وأتمنى أني أعرف لماذا هو ارتكب الحرام على الرغم من أني وفرت له كل ما يحتاجه
قلت : إن بعض النساء لديهم القدرة علي العفو عن الزوج الخائن بشكل سريع وبعضهم يحتاج لوقت وزمن ولكن في كل الأحوال ممكن حصول العفو والمسامحة، وهذا يعتمد علي عدة أمور لابد أن يعملها الزوج بعد قراره ترك الحرام مثل أن يكون صادقا مع زوجته فلا يكذب عليها، حتى ولو أرادت أن تسأله عن تفاصيل العلاقة الغير شرعية ولا يريد أن يتحدث عنها فعليه أن يقول أن هذا الموضوع لا أريد أن أتحدث فيه ولا يكذب عليها حتى تستمر علاقتهما علي الصراحة والصدق فهذا أولا، وثانيا قطع العلاقة الغير شرعية تماما وكذلك قطع كل وسيلة كان يتواصل بها مع المرأة مثل الشبكات الإجتماعية أو الهاتف، وثالثا أن يزيد من بقائه ووجوده مع زوجته وأسرته فلا يكثر الخروج والسهر وكثرة الغياب حتى لا يثير الشكوك حوله، ورابعا أن يتحمل أي ردة فعل قوية من زوجته حتى ولو وصل الحال إلي رفع الصوت بالصراخ أو بالضرب من أجل إخراج مشاعرها الغاضبة في نفسها
خامسا أن يتحدث مع زوجته عن الأسباب الحقيقية التي دفعته لارتكاب الحرام فقد يكون السبب إهمال زوجته له أو عدم رشاقتها أو إهمالها للبسها وزينتها أو وجود أصدقاء سوء شجعوه علي ارتكاب الحرام أو وجود فجوة فكرية وثقافية مع زوجته، فيسعى لتنميتها علميا ويساعدها في تجاوز العيوب التي يراها في زوجته، وسادسا أن يضبط نفسه وأعصابه عندما تردد عليه زوجته طلبها بالإنفصال أن تهدده بالذهاب لبيت أهلها فلا يستعجل بالإستجابة لطلبها فقد يكون بسبب ردة فعلها الغاضبة علي الجريمة التي ارتكبها، سابعا يعتبر عامل الوقت مهم جدا لتصحيح العلاقة الزوجية بعد الخيانة فلا تتوقع الزوجية أن الجرح الذي حصل معها سيتم علاجه سريعا، ثامنا محاولة إعطاء الزوجة فرصة لزوجها فقد يكون سبب ارتكابه للخيانة الزوجية هفوة أو زلة بشرط أن تتأكد بأنه قرر عدم الرجوع للخيانة ويعيش في حالة تأنيب الضمير والتوبة، تاسعا محاولة استيعاب الزوج لزوجته عندما تكرر عليه الشكوك والإتهامات وتبث مشاعرها السلبية، عاشرا أما بخصوص عودة الثقة فهي مسألة تعتمد علي صدق توبة الزوج وإستقامته وعلى مدى إخلاصه لزوجته وأسرته وتحمل مسؤولية البيت والأولاد بعد وعده بالإستقامة وتكرار التعبير عن أسفه لوقوعه بالخطأ،
حادى عشر التقرب إلي الله تعالى بالعبادات والصدقة وأداء العمرة أو الحج طالبا للمغفرة وغفران الذنوب حتى يبارك الله في زواجه وأسرته، ثاني عشر في بعض الحالات التي يصعب تصحيح الزاواج بعد الخيانة ننصح باستشارة مستشار مختص في الشؤون الزوجية أو طبيبا لو كان الموضوع متعلق بالصحة أو شيخ لو كان الموضوع متعلق بالدين،
فهذا (12) سبب يساعد الزوج في تصحيح علاقته الزوجية بعد الخيانة ولكن المهم أن الزوجة المتضرر عليها أن تقوي ثقتها بنفسها وأن لا تلوم نفسها أو تشعر بأن فيها نقص والتوقف عن التفكير السلبي بفشل الزواج وإنما تعتبر ما حدث غلطة ارتكبها زوجها وهو الآن صادق في علاج غلطته