(6) طرق للتعامل مع الصدمة العاطفية
بعض الناس ينهارعندما تصيبه (صدمة عاطفية) والبعض يستطيع أن يتحكم بمشاعره العاطفية ويدير الموقف بقوة وإرادة، فالثاني أفضل من الأول في التعامل مع المشاكل العاطفية لأنه استطاع أن يتحكم بذاته ومشاعره ويتعامل مع الموقف بثبات وحكمة، وحتى نستطيع أن نعيش بصحة عاطفية ونحمى أنفسنا من أثار الصدمات العاطفية لابد أن تتوفر فينا ستة صفات،
الأولى أن نكون متفائلين دائما لأن المتشائم يعيش بحسرة وقلق حتى لو عالج مشكلته العاطفية، بينما المتفائل عندما يصاب بصدمة عاطفية يقف علي قدمه بثبات ويتوقع نتائج طيبة ومستقبل جميل حتى لو كانت الصدمة العاطفية كبيرة، فأنا لا أتكم من فراغ أو تنظير وإنما أتحدث من واقع ووقائع عشتها من خلال علاج المشكلات الأسرية وخاصة في الجانب العاطفي، فمن يتفائل بالخير يجده أمامه سواء وجده قريبا أم بعد وقت طويل، المهم أنه سيجده لأنه متفائل، والأمر الثاني هو أن يكون للإنسان أمل حتى يستطيع أن يتغلب علي الصدمة العاطفية، فقد رأيت انهيارات كثيرة من أشخاص سقطوا من أول حدث عاطفي مؤلم يمر عليهم، مثل وفاة عزيز أو فشل في الدراسة أو إصابة بمرض مزمن أو خيانة زوجية أو عقوق ابن أو قطيعة رحم أو غيرها من أحداث الحياة المؤلمة، فالأمل يبعث في النفس راحة ويجعل الإنسان منطلق بحياته وفي الغالب يكون التفاؤل والأمل رفيقان
الأمر الثالث أن تتقبل نفسك وتثق بقدراتك فلا تضعف ولا تشكك بنفسك وقدراتك، فكثير من مشاكل قطع العلاقات الإجتماعية الصداقات أو الخيانة الزوجية يعتقد الشخص أنه سبب المشكلة ولكن بعد التأمل ودراسة الحالة نكتشف أن المشكلة ليس في الشخص وإنما المشكلة في الآخر سواء كان زوجا أو أختا أو صديقا، فتقبل النفس والثقة بالنفس تجعل الإنسان الذي يتعرض لصدمة عاطفية قوي ويتعامل مع المشكلة بأنها خارجة عنه وليست فيه، وهذه النفسية تساعده في علاج المشكلة واستيعابها ومن ثم تجاوزها، والأمر الرابع أن يمارس الإنسان الرياضة بانتظام حتى ولو كان ثلاث مرات أو مرتين بالإسبوع، فالرياضة تقوي الإرادة وتفرغ الشحنات السلبية، فالرياضى دائما نفسه حيوية ومرحة وقوية وهذا يساعده علي تحمل الصدمات العاطفية، كما أن الرياضة تساعد في تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالإنجاز، والأمر الخامس وهو أن يكون للإنسان عدة أهداف في الحياة يسعى لتحقيقها فلو جاءته الصدمة من هدف واحد فإن لديه عدة أهداف أخرى يركز عليها، فتنوع الأهداف مهم جدا للشعور بالسعادة وعدم الإحباط من الفشل في هدف واحد مثل أن يكون للإنسان هدف صحي وآخر تربوي وثالث وظيفي ورابع في العلاقات والصداقات وخامس للأسرة وسابع في تنمية المهارات والفكر وهكذا، والأمر السادس والأخير أن يكون الإتصال بالله قويا فالله خير معين ومثبت ومعوض للإنسان عندما يصاب بصدمة عاطفية، فدعاء المصيبة والوضوء وصلاة ركعتين تنزل مثل الماء البارد علي المصاب وخاصة إذا فوض أمره لله وتوكل عليه فالله يساعده في تجاوز هذه المحنة، ومن يقرأ قصص الأنبياء عليهم السلام يلاحظ كيف أن الله ساعدهم في الخروج من مشاكلهم العاطفية،
ولو تأملنا موقف أم موسى عليه السلام وكيف كانت إرادتها قوية أمام الصدمة العاطفية عندما أمرها الله بالقائه في البحر حتى أصبح فؤادها فارغا كما وصفه الله تعالى (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا علي قلبها لتكون من المؤمنين) ، فلم تنهار عاطفيا علي الرغم من أن المصيبة كبيرة وهي فقد الولد، وصار فؤادها فارغا من كل شيء من أمور الدنيا إلا من موسى فكانت من شدة حزنها أن تكشف السر وتظهر أنه ذهب لها ولد لولا أن صبرها الله تعالى وثبتها في هذه المصيبة، فكلما قويت العلاقة بالله تعالى كلما صار من يمر بصدمة عاطفية قويا وثابتا لأن الله معه