(7) أسباب تجعل ابنك المراهق لا يصارحك ؟
قالت عمرى (14) سنة وعندي مشكلة وأخاف أكلم والدي وأريد أن أتحدث معك ، وقال شاب آخر عمرى (15) سنة أرجوك أن تسمعني وتساعدني في حل مشكلتي، وقالت فتاة أنا أكتب لك وبقربي أختى تبكي وعمرها (13) سنة ولديها مشكلة تريد أن تستشيرك بها ولا تريد أن تتكلم مع والدها أو والدتها، ورسائل كثيرة تصلني بمثل هذه الصيغة من شباب وبنات في سن البلوغ ولا يرغبون بمصارحة أمهم أو أبيهم، وقد جمعت (7) أسباب تجعل الشاب أوالفتاة لا إذا عندهم هم أو مشكلة لا يتحدثون مع والديهم، وهذه الأسباب هي :
السبب الأول أنهم يلاحظون أن والديهم لديهم مسؤوليات كثيرة مشغولين بها بشكل مستمر فلا يرغبون أن يزيدونهم هما علي همهم، فيفضلون الحديث مع أشخاص آخرين ليساعدوهم، والسبب الثاني أن الأب أو الأم غير متفهمين ولا يقدرون أو يحترمون أبنائهم عندما يتحدثون معهم، وبدل أن يستمعوا لمشكلاتهم ينقلب الحوار ضدهم فيحاسبونهم على أخطائهم، والسبب الثالث أن بعض الشباب والبنات قالوا بأن أمنا أو أبانا مهما كلمناهم بمشاكلنا فإنهم لا يصدقوننا ويظنون أننا نكذب عليهم أو أن لدينا نوايا آخرى، والسبب الرابع هو عدم رغبة الأبناء والبنات بأن يصاب والديهم بخيبة أمل نتيجة أخطائهم أو مشاكلهم أيا كانت هذه المشكلة التي أرتكبوها، والسبب الخامس أن بعض الأبناء والبنات يعتقدون بأن الوالدين سيزيدون المشكلة تعقيدا، ولا يحسنون التعامل مع مشاكلهم بحكمة، والسبب السادس أن بعض الأولاد والبنات يعتقدون بأن والديهم جزء من المشكلة فكيف يصارحونهم بما في أنفسهم، والسبب السابع بعضهم قال بأنهما يخجلون من الحديث ولم يتعلموا الحديث مع والديهم ومصارحتهم،
فهذه (7) أسباب تجعل أبنائنا في مرحلة سن البلوغ يتجنبون الحديث مع والديهم، ولهذا لابد أن يكون الوالدين علي وعي بكيفية التعامل مع أبنائهم بهذه المرحلة العمرية، ويستبقون الأحداث حتى لا يقع أبنائهم بمشاكل قد تكبر مع الوقت بسبب الفجوة الوالدية، وأردت بهذا المقال أن أقدم وصفة تربوية تساعد الوالدين علي تقوية علاقتهما الحوارية مع أبنائهم، من خلال عدة أفكار ذكية في التواصل معهم، مثل أن يكون المربي قريبا منهم جسديا وخاصة في حياتهم اليومية، كأن تجلس بقربهم في المنزل حتى ولو كنت ساكتا فإنهم سيتحدثون معك عندما يجدونك تشاركهم الجلوس في نفس المكان، ولا مانع في بعض الأحيان أن تفتح معهم مواضيع فكاهية أو سياسية أو اجتماعية أو رياضية لتكسر هيبة الحديث من طرفهم فيتعودوا علي الحديث معك، وإذا أردت أن تفتح موضوع ليشاركوا في الحديث معك تحدث في مواضيع من اهتمامهم مثل الحديث عن العلاقات والصداقات أو في التكنولجيا أو في الألعاب الإلكترونية أو في الرياضة والأزياء أو أنواع الطعام، ولا مانع أن تدخل أثناء حديثك بعض القيم والمعلومات الهادفة ولكن من غير أن تحسسهم بأنك تنصحهم أو توجههم،
وأحرص أن تستغل فرصة الإجتماع علي الطعام وقت الغداء أو العشاء فتتحدث معهم وتطرح مواضيع ليشاركوا رأيهم، وخصص لكل ابن وقت خاص تكون لوحدك معه لعله يفتح معك موضوعا خاصة به أو يطرح عليك مشكلة يعاني منها، فإذا وصلت لهذا المستوى من العلاقة فلا تغضب أو تصرخ عليه عندما يصارحك بمشاكله بل استوعبه ووجهه وكن معينا له حتى يتغلب علي مشكلته، وإذا أخطأت بحقه فلا مانع من الإعتذار وطلب المسامحة حتى تحافظ علي العلاقة بينكما، وتجنب القاء المحاضرات واللوم والتهديد فهي من منفرات قوة العلاقة في سن البلوغ، ولو وجدت ابنك لوحده بغرفته فادخل الغرفة واجلس معه وتكلم معه حتى لا تعوده علي العزلة، واحرص في هذه المرحلة أن تتعرف علي حساباته بالشبكات الإجتماعية وماذا يشاهد ويتابع فهي تعبر عن اهتماماته وشخصيته، فإذا عملت بهذه الوصفة التربوية أضمن لك مصارحة أبنائك لك بمشاكلهم الخاصة ولا يبحثون عن شخص غريب ليتحدثوا معه