رقال : لماذا الطلاق بيد الرجل لا المرأة ؟
قال : لماذا أنتم المسلمون لديكم ثلاث طلقات لإنهاء العلاقة الزوجية بينما يكفي إنهاء الزواج بطلقة واحدة ؟ قلت له : إن الأصل عندنا لإنهاء العلاقة الزوجية طلقة واحدة ، ولكن ديننا أعطانا أكثر من خيار وطريقة لإنهاء الزواج ، وذلك لأن قرار الإنهاء ليس قرارا سهلا ، وفي كثير من الأحيان يتغير رأي الزوجين بعد الطلاق الأول ، وقد مرت علي حالة لعائلة تراجعت عن قرار طلاقها بعد عشر سنوات من الفراق ورجع الزوجان لبعضهما بعقد ومهر جديد ، فالإسلام يعطي للزوجين فرصة العودة ولو بعد سنوات.
قال : عجيب هذا الكلام .. ما كنت أتوقع أن الحكمة من الطلقات الثلاث بهذه الصورة ، قلت : والسبب الثاني هو استخدام الطلاق للتقويم والتأديب لكلا الزوجين ، قال : وكيف ذلك ؟ قلت : كم من قصة انفصال زوجي عشتُها استخدمت فيها سلاح الطلاق لتأديب أحد الزوجين وتقويمهما ، فقد عرضت علي حالة كانت الزوجة متمردة وملحة في طلب الطلاق ، فقلت لزوجها بعد دراسة المشكلة طلقها طلقة واحدة تأديبية واتركها تجرب ألم الطلاق ، فطلقها وبعد شهرين طلبت العودة فكتبت لها شروطا للعودة فقبلت وحسن حالها .
وأذكر قصة أخرى لزوج معتمد على زوجته اعتمادا كليا حتى في إدارة مصاريف البيت ، وهي تشتكي كثيرا من عدم التزامه الأخلاقي على الرغم من تحملها لكافة أعباء الحياة ، فقلت لها استخدمي سلاح الطلقة الواحدة لعلها تؤدبه وترده لرشده ، وقد فعلت فصار يترجاها لسحب طلبها وعودة الحياة الزوجية ، فاشترطنا عليه أن يلتزم بالحقوق والواجبات الزوجية لسحب طلب الطلاق وقد فعل.
قال : إذن أفهم من هذا أن كل طلقة لها حكمة ؟ قلت له : نعم ولهذا ديننا أعطانا ثلاث طلقات ، فالطلقة الأولى : تستخدم للتأديب والتقويم ولفحص جودة العلاقة أو فسادها ، والطلقة الثانية : امتحان واختبار أخير لسوء العلاقة أو جودتها ، والطلقة الثالثة : فيها دليل على فساد العلاقة وفشل التأديب بعدما تم اختبار العلاقة مرتين ولم تنجح . قال : خطوات ذكية وجميلة ، قلت : وهذا التنظيم لا يوجد في أي نظام أو دين آخر في العالم ، فهو تنظيم رباني وليس بشريا ، والحكمة من ذلك الحفاظ على استقرار الأسرة وتماسكها وإعطائها فرصة للمراجعة والعودة ، فالثلاثية هذه نظام عالمي اليوم في تأديب العاملين والموظفين وحتى الرياضيين ، ففي كرة القدم مثلا يتدرج الحكم في تأديب اللاعب بثلاثية حتى يصل معه إلا الكرت الأحمر والطرد من الملعب.
قال : إنه تشريع حكيم ولكن لماذا الطلاق بيد الرجل وليس بيد الاثنين مثلا ؟ قلت : إن كلامك هذا ليس بصحيح ، فالطلاق بيد الاثنين وليس بيد الرجل فقط ، فكل طرف من حقه أن يطلب الطلاق ، فإذا تلفظ به الرجل يسمى طلاقا وإذا طلبته المرأة يسمى خلعا أو قد يتفق الاثنان على الطلاق ، كل هذه الخيارات موجودة في ديننا ، قال : لم أسمع بهذا الكلام من قبل ، قلت : ولكن كلامك صحيح من ناحية إيقاع الطلاق الفوري ، فهذه من صلاحية الرجل لأنه لا يخفى عليك أن الرجل في الغالب يستخدم الجانب الأيسر من المخ ، وأقوى ما فيه الواقعية والعقلانية ، وأكثر النساء يستخدمن الجانب الأيمن ، وأقوى ما فيه الخيال والإبداع والعاطفة ، فالشارع راعى الفروق الفردية بين الجنسين عندما جعل قرار الطلاق بيد الرجل ، ومع ذلك أعطى للمرأة حقها بطرق ووسائل تتناسب وطبيعتها العاطفية.
قال : الآن فهمت حكمة التشريع في الطلاق وكان فهمي سابقا له خطأ ، فشكرا على الإجابة ، فقلت له : ومع أن (أبغض الحلال عند الله الطلاق) أبدع الخالق في تشريعه وذكر لنا (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).
1- عدم اللجوء إلى الطلاق البائن أو الثلاث مرة واحدة لأن في هذا التصرف إلغاء للفرص التي منحها الله للرجل.
2- في حالة الطلاق ننصح بعدم إجبار المرأة على مغادرة المنزل قبل إتمام عدتها، فإن العدة في المنزل هي أكبر دافع للعودة ولإنعاش الحب من جديد.