قال : أنا مدمن مواد اباحية .. ما الحل؟
قال أنا متزوج حديثا ولكني أعاني من مشكلة بدأت معي عندما كنت أدرس بالجامعة ونظرت إلي بعض الصور والأفلام الإباحية فتعلقت بها حتى صرت لا أستطيع أن أتركها، والآن أشعر بخوف شديد بأن يأثر ذلك على تعاملي مع زوجتى بشكل طبيعي بسبب إدماني هذا، فكيف أتخلص من هذه المشكلة؟ قلت : منذ كم وأنت تشاهد المقاطع ؟ قال : منذ خمس سنوات، قلت : وهل وصلت لمرحلة أنك تشاهد المقاطع بشكل يومي ؟ قال : أحيانا يوميا وأحيانا يوم بعد يوم حسب انشغالي ولكني لا أستغنى عن المشاهدة وأتوتر لو مر علي يومين أو أكثر ولم أشاهد المقاطع، قلت : حتى تصنف نفسك مدمنا أو لا هناك علامات سأذكرها لك وأنت أخبرني إن كنت وصلت للإدمان أم لا؟ قال : تفضل،
قلت : أن يكون لديك رغبة مفرطة لمشاهدة المقاطع أو الصور بحيث أنك لا تستغنى عن المشاهدة بشكل يومي، والعلامة الثانية أنه من شدة تعلقك بالمشاهدة فإن ذلك يأثر على القيام بمسؤولياتك اليومية فلا تنجزها أو أنك تأخرها كثيرا وتقدم عليها مشاهدة المقاطع، والعلامة الثالثة أنك تصرف أكثر وقتك للمشاهدة أو التفكير ووتخيل ما تشاهده فتسرح كثيرا، وتجد تأثير ذلك حتى علي العلاقة الحميمية بينك وبين زوجتك فلا تستطيع أن تقوم بها بالشكل الصحيح حتى تشاهد مقاطع قبلها أو أثنائها، والعلامة الرابعة أنك إذا منعت عن المشاهدة أو صار عندك ظرف شغلك عن المشاهدة فإن نفسيتك تتوتر وتعيش بقلق وأحيانا تأتيك نوبات الغضب وأن لا تعرف سببها، وأخيرا وهي العلامة الخامسة أنك تستمر بالمشاهدة علي الرغم من معرفتك باضرارها النفسية والفكرية والشخصية والإيمانية والجنسية، ويكون مزاجك جيدا عندما تشاهد المشاهد وتتوتر إذا لم تشاهد، وفي بعض الحالات من كثرة المشاهدة يكون السلوك الرومانسي عند الأزواج مع زوجاتهم يصبح أكثر عدوانية أو أنك لا تستمتع به
قال : أظن أني وصلت لمرحلة الإدمان من العلامات التى ذكرتها لأني أعيش بعضها أو أغلبها، قلت له : لم تخبرني متى تزوجت؟ قال : منذ ستة أشهر، قلت : هل زوجتك تعرف مشكلتك هذه ؟ قال : لا، ولهذا أريد أن أعالج نفسي قبل أن تكتشف مشكلتي، لانها لو اكتشفت قد تسيء الظن بي أو تعتقد أني لا أصلح لها كزوج لأنها هي زوجة طيبة ومحترمة وحبيبة وأريد أن أحافظ عليها وعلى زواجي منها، ولكني مبتلى بهذه المشكلة وأريد أن أتخلص منها، قلت : إذا لم تنجح لوحدك في التخلص من هذه المشكلة وتتخذ قرار بأن تجاهد نفسك ولا تنظر للمقاطع الإباحية وقتها تحتاج أن تراجع مختص في السلوك المعرفي ليساعدك من خلال الجلسات العلاجية للتخلص من إدمان المواد الإباحية، ويساعدك بتحويل تركيزك من الأفلام لشيء آخر مفيد لك بالحياة من خلال تنمية هواياتك ومواهبك أو تفتح لك مشروع يشغلك أو تزيد من علاقاتك الإجتماعية أو تشترك بنادي رياضي مع تقوية علاقتك بالله تعالى من خلال الصيام والدعاء حتى يخلصك من هذا الإبتلاء، قال : أنا لم أفكر بهذه الطريقة، قلت : هذه هي الطريقة الصحيحة للعلاج، وبالمناسبة فإن النسب العالمية تفيد أن الرجال الأقل احتمالا للنظر للمواد الإباحية نسبة السعادة بزواجهة تصل إلي 61% فانتبه لنفسك وزواجك
قال : أنا قرأت كثيرا في هذا الموضوع وأعرف أن من نتائج ادمان النظر للمواد الإباحية العجز الجنسي ومشاكل جنسية كثيرة، ومنها الشعور بالذنب والتناقض في النفسية حول الإستمرار أو التوقف فيضعف انتاجك بالحياة ويتشتت تركيزك وتصاب بالإكتئاب والقلق أحيانا ويحصل عندك اضطرابات نفسية وعدم الرغبة بالزوجة والإستمتاع في الخيال أكثر من الواقع، قلت : كلامك صحيح، فكن فقرر تجاوز هذه المشكلة واستعن بالله تعالى وبالمختصين، قال : سأفعل إن شاء الله