رزقها الله بزوج وهي تدعوا و تصلى
ساروي لكم قصة واقعية عشتها هي أغرب إلي الخيال، وهي أن رجلا لديه علاقات نسائية كثيرة خارج إطار الزواج، أصيب بمرض الإيدز بسبب تعدد علاقاته المحرمة فنقل المرض إلي زوجته الطاهرة العفيفة، وقد حدث ذلك في بدايات سنوات الزواج عندما شعرت الزوجة بالألم فذهبت للمستشفى وتم اكتشاف المرض، وقالوا لها بأن هذا المرض تم نقله إليك، فلما رجعت لبيتها واجهت زوجها فاعترف لها بأنه هو السبب وهو لا يعلم، فقرر الأطباء أنها تستمر بتناول الأدوية طول العمر وقررت الإنفصال من زوجها وتم الطلاق
وبقيت سنوات من غير رجل وهي تتمنى أن يكون لديها زوج وأطفال ولكنها مصابة بالمرض ولا يقبل أحد أن يتزوجها عندما يعرف بأنها حاملة لمرض الإيدز، ولكنها لم تفقد الأمل وظلت كما تقول تكثر من الصلاة وتطيل من السجود بالليل وهي تدعوا الله تعالى أن يفرج كربها، لأنها ليس لها ذنب بهذا المرض وهي لم ترتكب ما يغضب الله وإنما زوجها الذي ارتكب الفاحشة، وظلت تتمنى الزوج مع الدعاء حتى قيل لها أنه يوجد موقع الكتروني للزواج من حاملي مرض الإيدز، فلم تصدق الخبر وبحثت حتى وجدت الموقع وظلت تشاهد صور الراغبين بالزواج ولكن اكتشفت أن أكثرهم غير مسلمين، فوضعت بياناتها وفوضت أمرها لله وقالت في نفسها إن كان الأمر فيه خير فإن الله سيسره إلي،
وأثناء دعائها سمعت صوت يدل علي وصول رسالة علي الكمبيوتر فقفزت إليه مسرعة ورأت طلب جاءها من رجل اجنبي يرغب بالزواج منها، فدخلت علي ملفه الشخصي وتفاجأت بأنه أجنبي مسلم فاستغربت وتواصلت معه لتعرف هل فعلا هو مسلم أم لا، فذكر لها قصته بأنه لم يكن مسلما وكان شابا معدد للعلاقات الغير شرعية، وقد صادق فتاة من جنوب شرق أسيا كانت مصابة بالإيدز فنقلت له المرض فلما أصيب ترك العلاقات النسائية وتفرغ لعلاج نفسه، وظل يبحث في الأديان ليعرف هل في علاج لهذا المرض، فلفت نظره أن الدين الإسلامي هو أكثر دين نظم العلاقات الإجتماعية والصداقات وخاصة العلاقة الزوجية وحماها من أي علاقة خارجية ونظم تعدد العلاقات الزوجية وحذر من الزنا والعلاقة المحرمة خارج إطار الزواج، فكانت هذه التفاصيل كما يقول هي سبب في دراسته للإسلام وتأثره به حتى أعلن اسلامه،
فاستمرت علاقة التعارف بين الإثنين وتم دراسة مدى نجاح زواجهما فقررا الإثنين الزواج، فتحققت الأمنية الأولى لها ثم رزقت بطفلتين منه سليمتين وتحققت الأمنية الثانية وقد مضى عليهما الأو أكثر من سبع سنوات وهما في سعادة واستقرار مع استمرارهما بتناول الأدوية لعلاج المرض
فهذه قصة واضح فيها لطف الله وحسن تدبيره، فكان المرض سببا في دخول هذا الزوج للإسلام، وكان سببا في زواج المرأة وتحقق أمنيتها، وهذا يعطينا درسا في الحياة أنه لا يوجد شيء صعب أو مستحيل علي الله تعالى إذا قرر العبد وعزم واستعان بالله تعالى فإن الله يوفقه لما فيه خير له، وكل مصيبة تبدأ كبيرة ثم تصغر مع الوقت، وفي الغالب الإنسان وقت المصيبة لا يرى أي جانب خير فيها ولكن إذا هدأت نفسه وتحرك عقله يبدأ يرى جوانب الخير فيها، حتى لو كانت المصيبة مرض خطير أو وفاة أو خسارة مالية أو مشكلة صحية، فالإنسان لا يتمنى المصيبة ولكن لا بد أن يمتلك نفسية تحسن التعامل مع القدر والأزمات والمصائب لو حصلت، فلا ييأس ولا يصيبه الإحباط وإنما يكون أمله بالله كبير وتوكله علي الله مستمر مع الدعاء والذكر والصلاة، ولعل أكثر عبارة أثرت فيني والمرأة تروي لي قصتها عندما قالت لي : هل تعلم أن هذا الرجل هو المسلم الوحيد بالموقع الإلكتروني، فالله ساقه إلي بعد اسلامه ليكون هدية لي علي صبرى وحسن توكلي عليه