زوجي عصبي ويضرب ولكنه حبيب ..ماذا أفعل ؟
قالت : أنا أفكر بالانفصال لأن زوجي عصبي ويضرب ولكني مترددة لأني أحبه ولدي أبناء فماذا أفعل ؟ قلت لها : من الصعب أن أجيب على سؤال مثل هذا من غير أن أعرف التفاصيل ، قالت : زوجي من نفس عائلتي وتزوجنا منذ عشر سنوات ورزقت منه بثلاثة أولاد ولكنه عصبي ويضرب وقد أحدث بجسدي عدة كدمات ، وآخر مرة ضربني منذ يومين فخرجت من بيتي وذهبت لبيت أهلي ، وأنا أحبه وهو يحبني وقد وفر لي مسكنا كبيرا وهو كريم وطيب وحنون وحبيب ولكن مشكلته أنه عصبي ويضرب أحيانا وأنا صبرت على عصبيته كثيرا ، ولكن في هذه المرة أهلي يضغطون علي بالانفصال ولكني مترددة .. فماذا أفعل ؟
قلت لها : دعينا نفرق بين نوعين من العصبية والضرب ، الأول : أنه عصبي ويضرب من طفولته وخاصة عندما يفقد السيطرة على نفسه ، والثاني : أنه صار مؤخرا يتعامل معك بعصبية ، قالت : بل هو من النوع الأول وحتى والده عصبي مثله ، وبالمناسبة هو يضربني لما أرفع صوتي عليه وأتحداه ، قلت : إذن الموضوع مشترك بينكما ، يعني لو أنك كنت هادئة وقت غضبه لما ضربك ؟ قالت : ربما ، قلت : هل سبق أن ذهبت لبيت والدك من قبل ؟ قالت : لا ، قلت : إني لا أرى الانفصال لمثل حالتك ، ولكني أرى أن يقف عند حده ولا يهينك أو يظلمك مستقبلا ، قالت : لقد أرحتني والله وهذا رأيي ولكن أهلي يضغطون علي ، وأقول لك صفة جميلة فيه أنه إذا غضب علي أو ضربني يعتذر مباشرة ويشتري لي الهدايا ويتأسف على ما فعل.
قلت لها : وهذا يؤكد ما أراه من عدم الطلاق ولكن في الوقت نفسه ينبغي أن لا تسكتي على الضرب والعصبية ، قالت : وماذا أفعل وهو يتصل بي كل يوم ويريدني أن أرجع إلى البيت ، قلت لها : استجيبي له بعد أن يلتزم أمامك أو أمام والدك بأن لا يضربك مستقبلا ، ولو استطعت أن توثقي هذا الاتفاق بورقة ودية فهذا خير وبركة ، وإذا رجعت لبيتك احرصي أن تبتعدي عما يغضبه من التحدي والتهديد ، وحاولي أن تقنعيه بأن يستشير من يساعده على التقليل من عصبيته .
وبعدما انتهي الحوار تذكرت قصة طريفة مرت علي عندما كنت قاضيا بالمحكمة ، فقد تقدم لي زوج يشتكي من ضرب زوجته له فلما حققت مع زوجته قالت لي : إن ما قاله لك صحيح فنحن متزوجان منذ سبع سنين ، وفي أول خمس سنوات من زواجنا كان يضربني وأنا أتحمله ، ثم فكرت بحل جذري للمشكلة وهو أن أتعلم رياضة الكراتيه للدفاع عن نفسي ، وقد تدربت وحصلت على الحزام الأسود فصرت أدافع عن نفسي عندما يضربني ثم أهجم عليه وأضربه فتوقف عن الضرب .. فلماذا يشتكي إليك ؟ ثم قالت موجهة الكلام له وهي تبتسم : أنصحه أن يتعلم الكراتيه حتى يدافع عن نفسه ، فضحكت حينها وقلت له : هل صحيح ما تقوله زوجتك عنك ؟ قال : نعم ، قلت له : إذا كنت تحب زوجتك فإني أنصحك بأن تستمر معها ولا تضربها حتى تعاملك باحترام ، وذهبا ولم يرجعا مرة أخرى . وقصة أخرى عشتها كان علاج ضرب الزوج لزوجته أنها أدخلت والدته بالمشكلة وهو يخاف من أمه ولا يعصي لها أمرا ، فاستثمرت زوجتة ذلك وصار يحترمها ولا يضربها . وقصة ثالثة لامرأة تعرف أن زوجها يحب المال فاشترطت عليه كلما ضربها أن يدفع لها مبلغا من المال فتوقف عن الضرب . وقصة رابعة لامرأة طلبت الطلاق بسبب ضرب زوجها لها وهو حق شرعي لها ، فالقصص كثيرة ولكن ينبغي أن نتفق على أن المرأة إنسانة لا بد من احترامها وعدم ضربها فقد قال رسولنا الكريم (لن يضرب خياركم) ، وقالت السيدة عائشة : (ما ضرب رسول الله شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله) ، فهل رجال اليوم يجاهدون في زوجاتهم عندما يضربونهن ؟!