هل سياحة المسلم تختلف عن غيره؟
أثناء السفر طلب الولد من أبيه أن يخطط للعائلة لرحلة بحرية فيها السباحة قرب الجزر وتناول الطعام والغوص في البحر لرؤية الأسماك، فوافق الأب علي المقترح وذهب الإبن للتنسيق مع مكتب السياحة لعمل رحلة بحرية وتم حجز وتحديد موعد الرحلة، فأخبر الإبن والده بأنه أتم الحجز للرحلة مع مجموعة من الأجانب مرافقين لهم في الرحلة البحرية، فسأله الأب ابنه هل من ضمن المجموعة نساء أجانب ؟ فأجاب نعم أكيد، فقال الأب فكيف إذا سبحوا معنا ولبسوا ملابسهم البحرية وصاروا يتمشون بالمركب شبه عراة؟ فرد الإبن لم أفكر بهذه المسالة؟ فقال الإبن ولكن الرحلة من الصباح وحتى المساء ويتخللها غداء يديره مسؤول الرحلة، ثم سأل الأب ابنه وهل أثناء الغداء يتم تناول الخمر فأجاب الإبن لا أعرف، فطلب الأب من ابنه أن يسأل المسؤول عن تفاصيل البرنامج، فلما سأله الإبن أجاب بقوله نعم أكيد فيه مشروب لأن المجموعة التي سترافقكم من دول أوربا وهم أجانب وأكيد يلبسون ملابس بحرية تظهر أجسادهم،
فقال الأب لإبنه إذن يصعب علينا المشاركة معهم لأن أخلاقنا وثقافتنا تختلف عنهم، فمن الصعب أن نشارك مجموعة من الأجانب رحلة بحرية بهذه الصورة، فحزن الإبن واعترض علي رفض والده وقال إذن طول عمرنا لن نجرب مثل هذه الرحلات، فرد الأب عليه وقال دعنا نفكر بطريقة أخرى تتناسب مع ثقافتنا وديننا، فرد الإبن كيف ، قال الإب أتصل بمسؤول الرحلة وأخبره لو أردنا نحجز مركب صغير لوحدنا نحن كعائلة من خمسة أفراد وينفذ لنا نفس البرنامج سباحة وغوص وغداء فهل ممكن وكم يكلف ؟ فاتصل الإبن بمسؤول الرحلة وعرض عليه الشروط ورحب المسؤول بالفكرة وقال لهم لا مانع ولكن ستدفعون زيادة مبلغ قليلة علي الرسوم للخصوصية التي طلبتموها ونضمن لكم عدم سباحة النساء بالمايوه معكم وعدم وضع الخمر علي الغداء، وتم الإتفاق علي الرحلة وتمت الرحلة وفرحت العائلة وأفرادها بهذه الرحلة
فالسياحة والترفيه أمر مطلوب وتحبه النفس لتكون سعيدة، ومن خلال هذه القصة نستفيد أن هناك نوعين من البرامج السياحية تطرحها الشركات السياحية وخاصة في الصيف، إما برامج نستطيع أن نسميها بالسياحة الحلال لا خمر فيها ولا أجساد عارية مثلا، مثل زيارة المتاحف والمزارع والألعاب الرياضية وعرض الحيوانات والمدن الترفيهية وزيارة المصانع والمطاعم والبرامج الترفيهية الهادفة وغيرها، أو برامج تكون فيها مخالفة شرعية واضحة مثل الرقص وتناول الخمور والعري أثناء السباحة فهذه ينبغي أن نفكر بطريقة ذكية في كيف نتجنبها أو نفكر بطريقة ذكية مثل تفكير العائلة التي تحدثنا عنها، بأن نعمل نفس البرنامج ولكن باسلوب يتناسب مع ديننا وثقافتنا، وهذه مسألة تربوية مهمة للأبناء حتى لا تذوب هويتهم بهوية وثقافة الآخرين ويستمرون بالمحافظة علي دينهم،
وهذه القصة التي عرضتها عليكم هي قصة واقعية وأنا أعرف أبطالها ولكن فيها أسلوب تربوي رائع وهو الحوار بين الأب وابنه وعدم الرفض من غير تقديم البديل، ولهذا كانت العائلة كلها سعيدة بالبرنامج الذي خططوا له، واستمتعوا ببرنامج يتوافق مع دينهم وثقافتهم، والتنوع بالبرامج الترفيهية والسياحية وخاصة في فترة الصيف مهم جدا لتجديد نشاط الإنسان وكسر الروتين في الحياة وزيادة المحبة والألفة بين أفراد العائلة، فاستغلال المناسبات فرصة لغرس القيم التربوية وأدخال السعادة والبهجية علي النفس، سواء كانت مناسبة دينيوية مثل الإجازات الصيفية والعطل أو مناسبات دينية مثل الأعياد ورمضان وعشر من ذي الحجة ويوم عرفة،
فالنفس تحب الترفيه وديننا يشجع علي الترفيه فقد سابق رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة رضي الله عنها وهو في طريقه للغزو، فرغم المسؤوليات الكبيرة علي عاتقه عليه السلام إلا إنه لبى نداء الفطرة في الترفيه والرياضة والفكاهة، وكذلك ينظر مع السيدة عائشة رضي الله عنها لرقص الأحباش