ابني والأفلام المخلة للأدب
قال اكتشفت ابني يشاهد صور وأفلام مخلة للإدب وعمره سبعة عشر سنة وواجهته فاعتذر وتأسف ولكني أشعر بأنه مدمن لهذه الصور والأفلام، قلت : كيف عرفت أنه مدمن ؟ قال : لأنه يعاهدني دائما علي ترك المشاهدة ثم يرجع مرة أخرى ويشاهد، قلت : في احتمال أن تكون هذه عادة أو أن يكون مدمنا، قال : المهم كيف أساعده للتخلص من هذا السلوك الخاطئ ؟ قلت : هناك عدة أفكار ممكن تتفق معه على تطبيقها، قال : وما هي ؟
قلت : أولا تأكد من صدقه ورغبته الجادة في أن يترك هذا السلوك، فهذه أهم خطوة لابد أن تركز عليها، قال : كيف أتأكد من صدقه ؟ قلت : أنت تعرف ابنك وتاريخه وتعرف عندما يعطيك وعدا هل هو صادق أم لا، بالإضافة إلي متابعتك ومرافقتك له فإنك ستكتشف أمره، قال : سأبذل جهدي بذلك، قلت : ثانيا أحرص أن تشجعه علي تنمية هواياته ومواهبه لأن الفراغ هو أكبر مشكلة تواجه ابنك فيصرف وقته لمثل هذه الأفلام، فإذا أستطعت أن تشغل وقت فراغه بالرياضة والهواية والحركة تكون قد ساعدته علي تجاوز المشكلة، وثالثا علمه كيف يتعامل مع نفسه عندما تحدثه نفسه الأمارة بالسوء إلى ارتكاب الخطأ، وأخبره بأن يعاند نفسه ويصرف الأفكار الشيطانية بأن لا يستسلم لها، فيرفضها ويردد عبارات يحدث بها نفسه مثل ( أنا قوي ولن أهزم أمام الأفكار السلبية) أو (لا تجعل جسدك يستجيب لعقلك) أو ( يقوم للوضوء والصلاة ويدعوا الله أن يعينه علي نفسه)، قال : هذه فكرة جميلة، قلت : نعم لأننا لابد أن نعلمه كيف يعتمد علي نفسه في ضبط شهوته وتقوية إرادته،
ورابعا : أن توجهه إذا فشل أكثر من مرة وهو يعالج نفسه فلا يستسلم للفشل ويظن أنه لا فائدة من محاولات العلاج، فالشيطان شاطر في بث اليأس والإحباط لمن يرغب أن يصلح نفسه، وإنما علمه كيف يقاوم فشله بأن يقوي إرادته أكثر ويستمر بمقاومة أفكاره السلبية، وخامسا وجهه أن يحرص علي مرافقة ومصادقة الشباب المخلصين والصالحين الذين يعينونه علي نفسه، قال : صار هذا صعبا في هذا الزمان، قلت : كلامك صحيح ولكن مازال الخير في الدنيا فأنت ساعده وأسعى معه فإن الله لا يخيب ظنك، وسادسا شجع ابنك أن يقوي الجانب الإيماني عنده مثل الصيام والصلاة والذكر والقرآن فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وسابعا حذره من الوحدة فلا يجلس لوحده أبدا وخاصة في بداية طريق العلاج، فإذا طبق كل هذه الخطوات السبعة ومازال يضعف ففي هذه الحالة لابد أن تلجأ لمختص أو استشاري يساعده للتخلص من إدمانه للأفلام المخلة للأدب، قال : وهل الإبتعاد عن الأجهزة الإلكترونية يساعد في التخلص من هذه المشكلة ؟ قلت : نعم لو تستطيع إقناعه بذلك يكون جيدا وإذا وافق علي حجب المواقف الإباحية يكون ممتازا
قال : أنا صرت أخرج من عملي أحيانا وأفرغ نفسي حتى أكون معه وأساعده علي الإستقامة، قلت : تصرفك صحيح وهذا يساعده علي التخلص من مشكلته بوقت أسرع، وأحيانا في بعض الحالات أنا أنصح بالزواج المبكر حتى يعف الشاب نفسه ولكن لابد من دراسة هذا القرار بشكل جيد، لأنه ليس كل شاب يتزوج مبكرا يترك مشاهدة الأفلام الإباحية، قال : وهذه فكرة جيدة سأدرسها وأتشاور مع أمه فيها، قلت تبقى في مسألة أخيرة أنصح ابنك بها وهي أن يبتعد عن المثيرات للشهوة مثل الذهاب لأماكن فيها نساء غير متسترات أو حضور فيلم بالسينما فيه مثيرات أو متابعة حسابات في الشبكات الإجتماعية فيها مغريات، قال : الله يعين شبابنا اليوم على الزمن الذي يعيشون فيه، كنا في السابق نذهب للفساد واليوم الفساد موجود بملابسنا ويتحرك معنا والله المستعان